لفت رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، إلى أنّ "زيارة البابا فرنسيس إلى مصر والعناق الكبير الّذي حصل بينه وبين شيخ الأزهر، كان له التأثير الأكبر عند المصريين، وشيخ الأزهر يمثّل الإعتدال الإسلامي في العالم، لدعوة الناس إلى الإعتدال والتلاقي حول الأمور المشتركة"، مشيراً إلى أنّ "الوطن المصري جامع المسيحيين والمسلمين بعمق، والوطن اللبناني جامع المسيحيين والمسلمين بمصير مشترك واحد، ولبنان بالنسبة لمصر وللمنطقة يبقى علامة اللّقاء الأبيض المميّز بين المسيحيين والمسلمين".
بدوره، أشار راعي أبرشية أستراليا المارونية، المطران أنطوان شربل طربيه، خلال مؤتمر صحافي، للإعلان عن البيان الختامي لزيارة وفد مجلس أساقفة وممثلي الكنائس الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا إلى المسؤولين الروحيين والمدنيين في مصر بهدف "دعم الشعب المصري والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نتيجة الأعمال الإرهابية التي أصابتها"، إلى أنّ "وفداً من مجلس الكنائس الرسولية الشرقية في أستراليا ونيوزيلاندا، قام بزيارة رسمية إلى مصر من 31 أيار إلى 4 حزيران 2017 من أجل الوقوف إلى جانب الشعب المصري بمسيحيّيه ومسلميه، وللتعبير عن تضامنه الأخوي معه وبخاصّة مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المتألمة، بعد سلسلة الأعمال الإرهابية الّتي فجّرت الكنائس وأهرقت دماء الأبرياء وتركت مصر والعالم في حالة من الذهول أمام هذه الأعمال الوحشيّة".
وأوضح أنّ "أهداف الزيارة تحدّدت منذ انطلاقتها بالمبادىء الآتية: دعم وحدة الشعب المصري وسلامة أراضيه ومستقبل أبنائه، التعبير عن تضامننا ودعمنا للبابا تواضروس الثاني مع جميع الإكليروس ومؤمني الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكلّ الكنائس في مصر، بعد الأحداث الأليمة الّتي عصفت بهم، التّشديد على أهميّة العيش المشترك والتعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين من منطلق الحفاظ على التعدديّة الدينيّة والإجتماعيّة الّتي تتميّز بها مصر وبلدان الشرق الأوسط كافّة، دعوة الجميع وتشجيعهم على تقوية إيمانهم بالله الواحد الّذي منه وحده، كلّ محبة وسلام ورجاء، الصلاة معاً كمسيحيين كاثوليك وأرثوذكس، من أجل السلام في مصر وبلدان الشرق الأوسط.، لقاء المسؤولين المدنيّين والروحيّين من مسيحيّين ومسلمين والإصغاء إلى هواجسهم والتعبير لهم عن تضامننا معهم في مساعيهم للسلام والإنماء ومحاربة الإرهاب، تقديم هبة ماليّة جُمعت من مؤمني الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية في أستراليا، لمساعدة العائلات المسيحيّة والمسلمة المتضرّرة من نتائج الأعمال الإرهابية الأخيرة، وزيارة الجرحى وعائلات الضحايا"، التأكيد على ضرورة محاربة الإرهاب ونزع الأحقاد من خلال الدعوة إلى التسامح وتغليب لغة المحبة على الكراهية والعدائية، التعبير عن الرفض الشامل، للغة الحرب والتقاتل والدعوة مجدّداً للعودة إلى لغة العقل والحوار لحلّ المشاكل العالقة"، مؤكّداً أنّ "التعدديّة كانت ولا تزال مصدر غنى وإنماء للمجتمعات المتقدّمة، وليست سبباً للإختلاف والتقاتل".