منذ اعلان نتائج استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي العام الماضي، وطلب رئيسة الوزراء تيريزا ماي اجراء انتخابات تشريعية مبكرة بعد تأكيدها لمرات عدة أن الانتخابات ستبقى في موعدها بالعام 2020، زادت الحالة الضبابية على مدينة الضباب التي تعيش حدادا تلو الآخر، مع ارتفاع وتيرة الاعتداءات الارهابية وآخرها الاعتداء على جسر لندن قبل أيام قليلة. وبالنسبة للهواجس التي تسيطر على الشارع البريطاني الى جانب مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي أو ما يعرف بـ"البريكست" والحالة الاقتصادية، تبقى الحالة الأمنية هي الهاجس الابرز.
في جولة لـ"النشرة" على شوارع لندن لوحظ أن المدينة لا تزال على وتيرتها السريعة، في ظل حالة من الترقّب لنتائج الانتخابات التي ستحسم مصير بريطانيا بالنسبة لمفاوضات البريكست والتي ستبدأ بعد أيام قليلة من اعلان النتائج. وفي هذا السياق، يعتبر البعض أن ماي تسعى من خلال هذه الانتخابات الحصول على "شرعية" من المواطنين، تمكنها من فرض شروطها على التكتل الأوروبي وفي الوقت نفسه تجنبها المعارضة من الداخل.
"النشرة" استطلعت آراء بعض المواطنين البريطانيين، الذين أكدوا أنه رغم استيائهم الشديد من حصول عدة استفتاءات وانتخابات خلال سنوات قليلة، الا أنهم سيمارسون حقهم في الاقتراع. وقد شدّدت احدى السيدات بالرغم من اعتقادها أن أي تغيير لن يحصل، على أن "مصيرنا متعلق بهذه الانتخابات وبالتالي يجب على الجميع أن يكونوا يدا واحدة والمشاركة بالاقتراع لتحقيق التغيير المطلوب".
بدوره اعتبر مواطن آخر أن "ما يحصل مثير للاهتمام خصوصا وأن استطلاعات الرأي تؤكد أن النتائج ليست واضحة ولا أحد متأكد من الفريق الذي سيفوز بأكثرية المقاعد"، جازما أن "المحافظة على أمن الشعب البريطاني يجب أن تكون هي الاولوية بالنسبة الى من يفوز".
أما بحسب آخر استطلاعات الرأي، فهي رجحت فوز الحزب المحافظ برئاسة ماي بـ305 مقعدا من أصل 650 مقعدا، الا أن الطريق ليس سهلا أمام ماي التي توقعت حصولها على هذه الأكثرية بسهولة، فرئيس حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين استطاع أن يأسر قلوب مواطنيه، خصوصا بعد تراجع ماي عن سياسة متعلقة بالرعاية الاجتماعية، الأمر الذي كان له الأثر الكبير على شعبية كوربين المتدنية، ليتمكن من قلب الطاولة وتضييق الفجوة التي تفصله عن حزب المحافظين، ليصبح السباق قريبا للغاية.
في المحصلة، يوم واحد يفصل البرطانيين عن حسم السباق الرئاسي، الا أن نتائج هذه الانتخابات لن يقتصر تأثيرها على الساحة الداخلية وسيلقي بظلاله على الساحة الاوروبية، خصوصا بحال فوز المحافظين وسعيه الى فرض زيادة على الضرائب نتيجة الخروج من الاتحاد الاوروبي.
تغطية خاصة لـ"النشرة" للانتخابات البريطانية