رأى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي خلال ترأسه قداس احد جميع القديسين في كنيسة دير سيدة البلمند البطريركي انه "عندما تصطلح الكنيسة تصبح جميلة وذلك بالتزام دعوة الانجيل لمحبة بعضنا البعض، وهذه دعوة لنا من مشارق ارض الى غربها ومن شمالها الى جنوبها، لا سيما بالنسبة للذين يدعون العيش بالايمان ويرجون الصلاح للكنيسة. ذلك يتم بالتوبة وخلع البشاعة من الذات والتجدد على صورة المسيح بذلك نكون امة مقدسة. وعندما يسعى كل منا بحياته الشخصية وبالجماعة ان يحيا بالمسيح ويحقق فعلا اصطباغه على اسم الثالوث القدوس ويغطس بجرن المعمودية ليكون ابن القيامة وليس الموت".
وتوقف عند اهمية ترتيب الاعياد، مؤكدا ان "الاحتفال بذكرى جميع القديسين يذكرنا بانهم كانوا صادقين، اوفياء مع ربهم، بحيث كانت الكلمة تتطابق مع اقوالهم ومع سلوكهم الحياتي. فقد استعملوا انجيلا حيا مفتوحا، واعترفوا بالرب بالبشارة والاعمال الصالحة والطهارة".
ودعا الى "التمثل بحياة القديسين والسلوك في مسيرتهم، في مسيرة القداسة والتوبة وحمل وديعة الايمان والشهادة لها بالفعل وليس بالقول وحسب، انما بالممارسات اليومية في حياتنا العائلية والكنسية والوظيفية والاجتماعية وفي بلداتنا واوطاننا كي نجعل سلام الرب هو العمود المنتصر وسط عالم يتألم ويتعذب".
وعبر عن فخره بكنيسة انطاكية وقال: "علينا جميعنا ان نفتخر بها هي كنيسة الشهداء، اباؤنا واجدادنا منذ القرون الاولى رووا بدمائهم تراب البلاد ومنحونا الايمان ونشكرهم على ذلك، ويجب ان نبقى محافظين على هذه الامانة وهو تقليد رسولي ينتقل من جيل الى جيل"، مشيرا إلى ان "مسيحنا جميل، وانجيلنا جميل ان نقراه ونعيشه ونجسده بحياتنا، ليرى الجميع محبتنا لبعضنا واننا كنيسة واحدة. لذا علينا ان نتكاتف ونكون دوما يدا واحدة لتبقى كنيسة انطاكية راسخة على الوفاء رغم كل ما يحيط بنا من ظلام وتهجير وحروب ودمار، انما بنعمة ربنا سنبقى متشبثين في هذه الارض وفي اوطاننا ومتمسكين بكنيستنا لنبقى شهودا للحق".
ورفع الصلاة "من اجل لبنان وسوريا والعالم اجمع، لاسيما في ظل ما نسمعه من اخبار تدمي القلوب، بحيث لا نسمع الا بلغة الاسلحة ما يدفعنا للتساؤل اين هو السلام الذي نريده في حياتنا على المستويات كافة؟ سيروا سيرة القديسين وتشبهوا بهم والرب يقوينا ويحمينا".