نبّه الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان من تداعيات استمرار الأزمة الخليجية على الوضع اللبناني الداخلي، لافتا الى ان الموضوع تحوّل أشبه بهاجس اقتصادي باعتبار ان اللبنانيين المغتربين يشكلون العمود الفقري للاقتصاد اللبناني، كما ان تحويلات المقيمين بالخليج تبلغ حوالي 4 مليار دولار، وبالتالي اذا استمر التشنّج بين الدول الخليجية من شأن ذلك ان ينعكس سلبا على لبنان وبشكل كبير.
واعتبر أبو سليمان في حديث لـ"النشرة" انّه وبما يتعلق بالشأن الداخلي اللبناني من الناحية الاقتصاديّة والماليّة، فقد وضع القطار على السكّة السليمة من خلال الانطلاق بمعالجة الملفّات الشائكة والرئيسيّة وأبرزها موضوع الموازنة مثلا التي لم تُقرّ منذ 12 عاما. واضاف: "كما ان انجازات القوى الامنية الاخيرة وعملياتها الاستباقيّة بالتصدّي للعمليات الارهابيّة، أعادت الى حد كبير الثقة بلبنان كبلد آمن، خصوصًا وأن الكثير من دول اوروبا لم تستطع القيام بالمثل وأبرزها بريطانيا". وأشار الى هناك تعويل كبير على موسم الصيف الذي يأتي عادة بـ5 الى 7 مليار دولار من خلال القطاع السياحي. وأوضح الى "اننا لسنا بصدد تغيير دراماتيكي ايجابي اقتصاديا وماليا باعتبار اننا لا نعيش بجزيرة معزولة عن محيطنا، الا ان هناك تقدم ملموس يُمكن البناء عليه".
متفائل ولكن
وتطرق أبو سليمان لأزمة قانون الانتخاب، فشدّد على ان الوقت بات داهما جدا ويتوجب اتمام الاتفاق على القانون بأسرع وقت ممكن، لافتا الى انّه "وخلال مفاوضات الساعات الأخيرة عادة ما يحصل شدّ حبال بمحاولة من كل الفرقاء تحسين شروطهم، الا ان الوضع بات حساسا جدا فاذا وصلنا الى فراغ برلماني، سنكون بصدد صراع سياسي لا تُحمد عقباه وسيشكل سابقة بتاريخ لبنان الحديث".
وأوضح أبو سليمان أن معظم العقبات ذُللت امام انجاز القانون الجديد الذي يعتمد النسبية وتقسيم لبنان الى 15 دائرة، لافتا الى ان الكثير من البنود تم ترحيلها للدورة الانتخابية المقبلة وأبرزها اشراك المغتربين. وأضاف: "انا متفائل باقرار القانون قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي، وان كان السياسيون يتصرفون كالتلميذ الكسول الذي يدرس في اليوم الأخير قبل موعد الامتحان، فيبدو أشبه براسب".
وعن طرح تثبيت المناصفة، وما اذا كان هناك اصرار على اعتماده بالتزامن مع اقرار القانون، قال أبو سليمان: "الوقت اصبح داهما ولا يمكن حلّ مشاكل عقود بظرف اسبوع. يجب التصدي حاليا للمشكلة الرئيسية التي تهددنا بفراغ برلماني وبالتالي بأزمات وكوارث شتى والاتفاق على بحث باقي الملفات قبل موعد الدورة الانتخابية المقبلة".
القضاء لا الدائرة
وأوضح أبو سليمان أنّه يؤيد اعتماد الصوت التفضيلي على مستوى القضاء لا الدائرة، باعتبار ان ذلك يؤمن صحة التمثيل وان كان المتمسكون بالدائرة يعتبرون ان ذلك يحقق انصهارا وطنيا. واضاف: "صحيح ان النائب يمثل كل الامة لكن يجب ان ينطلق من قاعدة شعبية في منطقته اولا".
ونبّه من محاولات زعزعة الثقة والتفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، لافتا الى ان هناك من استفاد من تشتت المسيحيين لذلك يسعى للتصويب على العلاقة بينهما مجددا، الا ان الطرفين يعيان ذلك تماما ولن يسمحا بذلك، لانّهما ايقنا ان القوة بالاتحاد وبالتالي اذا كان هناك اختلافات بوجهات النظر، فذلك لا يُفسد بالودّ قضية".