يأتي إعلان الحكومة العراقية عن الانتهاء من «خرافة داعش»، ليؤكد أنّ الشعوب تستطيع أن تنتصر على الإرهاب، مهما كان حجم القوى التي تدعمه كبيراًً. الإرهاب الذي يطال مسارات الأمم في تطوّرها وتقدّمها، هو وسيلة تستعملها وتستغلها بعض الدول لفرض سيطرتها على العالم.
لا تستطيع الولايات المتحدة الأميركية أن تنفي علاقتها بنشوء حركة الإرهاب واتساعها الى أقصى أراضي العالم، بخاصة أنّ أوروبا، وهي على علاقة وثيقة بالولايات المتحدة الأميركية، لم تنجُ من سيناريو القتل وعمليات الدهس والتفجير، وبدا أنّها تدفع أثماناً غالية جداًً نتيجة مواقفها السلبية تجاه سورية، لأنّ الإرهاب خطر يتهدّد شعوب العالم ودوله، بما في ذلك الدول التي تدعم هذا الإرهاب.
سورية التي تقاتل الإرهاب نيابة عن العالم كله، يحقق جيشها إنجازات كبيرة في مواجهة الإرهاب، في ظلّ وقوف الشعب إلى جانبه. وهذا يؤشر إلى قرب وضع حدّ لحركة الإرهاب وفرض السيطرة الكاملة والتامة على الأرض وإنهاء عصر الإرهاب.
لم يعد خافياً على أحد أنّ سورية بجيشها وشعبها تقدّم خدمات جلّى للعالم كله، فهي تعمل لاقتلاع ورم خبيث يهدّد العالم بأسره. سورية تصون الدول العربية كلها، وفي مقدّمها مصر، التي تعاني من الإرهاب والمؤامرات والإجرام في سيناء ومناطق أخرى. وإذا أراد الغرب أن يصمد بوجه حركة الإرهاب عليه التعاون مع سورية. ولقد أتى مؤخراًً موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليؤكد ولو بصورة غير مباشرة حقيقة أنّ سورية والرئيس بشار الأسد رأس الحربة في مشروع القضاء على الإرهاب، والرقم الصعب في المعادلة، وبالتالي لن تنعم دول الشرق والغرب بالأمن والاستقرار من دون سورية التي هي ركن أساس في تحقيقهما.
إنّ لبنان دفع أثماناً غالية لمقاومته الإرهاب الصهيوني الذي يشكّل العنوان الكبير للإرهاب. فاحتلال فلسطين وتشريد شعبها وارتكاب المجازر والتنكيل بأبنائها هو الإرهاب بعينه. ومن هنا فإنّ مقاومة شعبنا الفلسطيني بالحجر والسكين والبندقية، هي شكل من أشكال التصدّي ومقاومة الإرهاب.
مما لا شك فيه أنّ تهاوي الإرهاب في العراق وسورية سيتزامن مع تهاوي مشروع الإرهاب في العالم ككلّ، وهذا ما ينبئ بتطوّرات وأحداث سوف تشهدها دول العالم، كما أنّ لالتقاء الجيشين العراقي والسوري على جانبي الحدود له دلالاته، فهو يشكّل بداية للإعلان عن شرق عربي جديد بدأت معالمه بالظهور فعلياً. فعملية التقاء الجيشين على الحدود ضدّ الإرهاب دليل واضح وملموس على وحدة الأمة، وهذه حقيقة تتأكد في حركة التاريخ وفي وحدة الصراع بوجه الإرهاب.
إنّ كلّ شيء في القرن الحادي والعشرين قد بدأ يتغيّر، في مسار الصراع ضدّ العدو الصهيوني، وضدّ الإرهاب. الحركة الإرهابية هي ذاتها الحركة الصهيونية، والانتصار على الإرهاب في الشام والعراق ولبنان وفلسطين، مقدمة ضرورية لاستقرار العالم، وعلى أوروبا أن تفهم ذلك تماماً، مثلما عبّر عنه رئيس فرنسا.
إنّ دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي الدول الأوروبية، معنية بأن تقاوم الإرهاب، وبالتالي معنية بأن تقف الى جانب سورية. كلّ شيء بدأ يتغيّر في الشرق، بفعل مقاومة الإرهاب لذلك من المتوقع أن يتمّ الإعلان عن هزيمة الإرهاب في سورية، كما تمّت هزيمته في الموصل. وقريباً جداً، لا بدّ أن يعلن الرئيس بشار الأسد أنّ «خرافة داعش» قد سقطت، وأنّ العصر لم يعُد عصر الخرافات، بل عصر الحقيقة الساطعة الراسخة بالصمود والمقاومة.