تساءلت مصادر نيابية جنوبية عما اذا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دخل طرفا في الانتخابات النيابية التي ستجري في ايار المقبل في دائرة جزين، التي تشهد تنافسا بين النواب الحاليين في المنطقة وعدد من انصار التيار الوطني الحر الذين ينوون الترشح الى الانتخابات. وبرّرت هذه المصادر تساؤلاتها على اثر تكرار اعلان المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية جان عزيز ان قرار ترشحه للانتخابات هو في يد رئيس الجمهورية، وذلك في اشارة واضحة الى رغبة في ادخال الرئيس عون في بازار الترشيحات لمصلحة عزيز، في مواجهة النائب الحالي زياد اسود الذي ينقل عن مقربين من التيار الوطني الحر انه "تمرد" في وقت سابق على قرارات الحزب، لا سيما خلال المعركة الانتخابية لرئاسة التيار ووقف في وجه انتخاب وزير الخارجيّة جبران باسيل رئيسا للتيار في حينه.
واشارت المصادر الى ان تكليف عزيز تمثيل رئيس الحمهورية في احتفال تدشين مقر الدفاع المدني في المنطقة بدلا من تكليف احد نائبي المنطقة أمل ابو زيد وزياد اسود، "فتّح العيون" على ما يمكن ان يُفسر بان الرئيس عون يدعم ترشيح عزيز، وهو أمر يتناقض مع ما أكّده الرئيس عون من انه سوف يقف على الحياد في الانتخابات النيابية، وخصوصا في الخيارات الحزبيّة تفاديا لتكرار تجارب رئاسية سابقة لم تكن نتائجها مشجعة، ولأنّه "بي الكل". الا ان المصادر النيابية نفسها اعتبرت ان اصرار عزيز على التصريح المتكرّر بان قرار ترشيحه يعود للرئيس، يضع رئيس الجمهورية في موقف منحاز لمصلحة هذا المرشح او ذاك، وهو ما ينفيه الوزير باسيل، الذي يؤكد ان ترشيح مناصري التيار وحزبييه يخضع لمعايير وآليات سوف تعتمد بدقة وامانة تاخذ في الاعتبار الماضي النضالي للمرشح وانتمائه الحزبي ومدى تجاوب القاعدة الشعبية معه وحضوره في المنطقة الخ ...
واعتبرت المصادر النيابية الجنوبية ان ما حصل في منطقة جزين يومي السبت والاحد الماضيين خلال زيارة الوزير باسيل من " ابراز" لحضور عزيز ومن رفع لافتة ترحيب به ومخاطبته كممثل لرئيس الجمهورية، يضع عون في مواجهة مع نواب جزين الحاليين والطامحين إضافة الى القاعدة الشعبيّة التي تبدي تحفّظًا على اختيار مرشحين لا تواصل معهم في الماضي ولا خدمات لهم او مشاركة في الحياة المجتمعية الجزينية، وهو امر لا يقبل به الرئيس عون مطلقا.