اشارت جمعية "نحن" الى ان "مياه البحر على شاطئ الرملة البيضاء تحوّلت في الأيّام الفائتة إلى اللون الأخضر نتيجة إزدهار مفاجئ غير طبيعي للعوالق بفعل وجود تلوّث عضوي للمياه، والإزدهار المؤذي للعوالق "Harmful Algal Blooms" يمكن أن يشكّل خطر على صحّة السباحين والأحياء المائية. وإن كان صحيح أنّ العوالق نبات بسيط، وجوده طبيعي إذ يشكّل أساس الشبكات الغذائية، لكنّها قد تلعب دوراً أكثر ضرراً في بعض الأحيان. فإذا توفّرت الأحوال الملائمة، يمكن لها أن تنمو بشكل خارجٍ عن السيطرة، وينتج بعض هذه "الازدهارات" سموماً تقتل الأسماك والثدييات والطيور، أو قد تسبب مرضاً لدى البشر أو تلحق بهم الموت في الحالات القصوى. وحتّى العوالق الغير سامّة تستنفذ الأوكسيجين في المياه خلال تحلّلها، فتسدّ خياشيم الأسماك واللافقاريات، أو تخنق الشعب المرجانية والنباتات البحرية. وبعضها قد يغيّر لون المياه كما هي الحال، ويتراكم على الشواطئ بكميات كبيرة نتنة الرائحة، أو يلوّث مياه الشفة.
وبحسب خبراء البيولوجيا البحرية وعلوم البحار، تتآزر عوامل عديدة في ظهورها وتلعب النشاطات البشرية التي تخلّ بالنظم الإيكولوجية دورًا هامًا في إزدهارها. فإن حمولة المياه وتلوّثها بالمغذّيات المتزايدين، والتغييرات في الشبكات الغذائية، والأنواع الحيوانية أو النباتية المُستقدمة، والتغيرات في تدفق المياه، والتغيّر المناخي، جميعها يلعب دوراً. وتُظهر الأبحاث أن العديد من أنواع العوالق يزدهر عندما يصبح تدفق المياه والرياح مناسباً وفي بعض الحالات، يمكن ربط الازدهارات بـ"فرط التغذية"، فنشهد ذلك عندما تنصبّ المغذّيات "الفوسفور والنيتروجين بشكل رئيسي" المتأتية من المجارير والمزروعات في الأنهار والخلجان والبحار، فتتراكم وتغذّي بشكل مفرط العوالق التي توجد عادةً في تلك البيئة.
اضاف البيان "وإذ لا يخفَ على أحد أنّ شاطئ بيروت عموما والرملة البيضا خصوصا ملوّث بمياه الصرف الصحّي منذ سنين، هذا عدا عن طمر النفايات بالبحر، ومع ارتفاع درجات الحرارة والشمس، توافرت الشروط الفضلى لتكاثر العوالق، ولم تحرّك أيٌّ من الجهات المعنيّة بحماية هذا الشاطئ وإدارته السليمة ساكنًا، وحتّى لم تلجأ إلى إنذار المواطنين على الأقل بعدم السباحة في البحر بهذه الحالة".
نحمّل كافّة الجهات المعنيّة بالشاطئ وعلى رأسهم وزارة الطاقة والمياه وبلدية بيروت المسؤولية في تلوّث شاطئ بيروت نتيجة الإهمال والتساهل وعدم تطبيق خطّة بيئية مستدامة لحماية الشاطئ من التلوث ورفع المجارير عنه، فيما هو المسبح الشعبي الوحيد في العاصمة. ولا نستثني وزارة البيئة المسؤولة أيضا عن تطبيق قانون حماية البيئة لضمان بيئة بحرية سليمة، حفاظا على صحة المواطنين المهدّدة اليوم من كافة أنواع التلوث.
وحمّل البيان الحكومة اللبنانية مسؤولية تلوّث شاطئ لبنان وبيروت خصوصًا جرّاء غياب خطة لتكرير مياه الصرف الصحي وانتشار المطامر على الشاطئ ما يدمّر بيئتنا ويشكّل خطرًا على صحّة المواطنين، ونطالبها باتّخاذ الإجراءات اللازمة لإيجاد حل مستدام لهذه الكارثة. وطلب من بلدية بيروت التحرك فورا والتواصل مع الجهات المعنية لوضع خطة طوارىْ لمواجهة هذه لما تشكلة من خطر على البيئة والانسان.