تركت ظاهرة تحول مياه البحر على شاطئ الرملة البيضاء في الأيّام الماضية إلى اللون الأخضر بلبلة مع بيانين متناقضين لجماعة "نحن" ولحملة "الازرق الكبير"، ففي حين اعتبر "الازرق الكبير" ان ما حدث ظاهرة طبيعية تحدث غالباً في الصيف مع ارتفاع حرارة الجو والمياه، وهي عبارة عن تجمع العوالق النباتية، مؤكدة ان لا علاقة لهذه الظاهرة الطبيعية بالتلوث، ولا تشكل خطراً على رواد البحر، بالمقابل لفتت جمعية "نحن" الى ان ما حدث هو نتيجة إزدهار مفاجئ غير طبيعي للعوالق بفعل وجود تلوّث عضوي للمياه، وهو يمكن أن يشكّل خطرا على صحّة السبّاحين والأحياء المائية. وينتج بعض هذه "الازدهارات" سموماً تقتل الأسماك والثدييات والطيور، أو قد تسبب مرضاً لدى البشر أو تلحق بهم الموت في الحالات القصوى.
كما انتشرت صور المياه الخضراء بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بقي رواد البحر على عادتهم القديمة، ولم يتراجعوا تحت تأثير تغير لون المياه من الازرق الى الاخضر، لا سيما مع درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة التي ضربت لبنان مؤخّرًا.
وقد انتشر وسم "البحر الاخضر متوسط"، وفي السياق اشارت غادة دايخ الى ان "التلوث الظاهرة الأكثر تعقيدا من الظواهر الطبيعية التي واجهها الإنسان القديم للحفاظ على حياته". ولفتت الى ان "السبب الرئيسي للتلوث هو الإنسان، بل يمكن القول أن وجود التلوث يرتبط أساسا بوجوده". شيرمين مزهر اعتبر ان "البحر اﻷخضر متوسط إمتياز لبناني غير مسبوق فالأرض حولوها جرداء والبحر لونوه بالأخضر"، انيتا معلولي اشارت الى "الرائحة النتنة التي تعكر روعة منظر البحر من بعيد، تليها أكياس من النفايات المتنوّعة من حيث ألوانها وأحجامها"، واضافت متسائلة: "اين نحن من مقولة مستقبل العالم هو البحر وليس البر؟، ديعانك يا بلدنا". روزي لفتت الى ان البلد كل شي فيه ملوث وقفت عالبحر، وتابعت "وين بدها تروح هالزباله"؟.
بالمقابل، رأت فاطمة فرحات ان ما حصل ليس تلوثا او أي شيء اخر، لا "بعيد الشر" بس حركة "امل" لونو البحر أخضر". حسين الشيخ علي أمل ان "يلتقي بالمعلّمة التي كانت تجبره على اعادة الرسم بالصف حين كان يلون البحر باللون الاخضر، ليريها ان لديه بعد نظر في الموضوع اكثر منها". سحر ناصر قال: "حبّذا لو تُوّزع هذه المياه الملوثة بأكواب مياه الشرب في مجلس النواب والوزراء وعلى الضيوف السياسيين بالبرامج الحوارية". شادي فرج سأل ان "كان احد من البقاع قد زرع حشيشة"؟.
حساب وراك وراك اشار الى ان هذه الظاهرة تتكرر كل سنة في هذا الوقت، متسائلا عن علاقة النفايات والتلوث والعوالق البحرية بالأمر؟ سينتيا معتوق لفتت الى انه تم تهجير الثروات الفكرية، عالقليلة اتركوا لنا الثروات الطبيعية. حنان خوري اعتبرت انه يجب عدم الاستغراب مما حصل، لانه ناتج عن اﻹهمال وسوء التخطيط والتنظيم من قبل الدولة، المستغرب حالة السكوت التامة. كوثر جمول اعتبرت انه حين يتم الاستثمار عند الشاطئ وتفتح المطاعم والمسابح يتم تنظيف البحر بقدرة قادر، ولفتت الى انهم لا يريدون ان يتركوا للفقير مكانا للفرح. عباس حيدر لفت الى انه من المؤكد انه ليست هذه بيروت التي كان يحبّها رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.
في الختام يبقى التقييم العملي لاصحاب الاختصاص ووزارة البيئة والجهات المعنية، لتأكيد ان كانت هذه الظاهرة طبيعية، ام انها حالة لبنانية خاصة وفريدة نتيجة التسيّب البيئي؟.