بحسب ما هو متداول طبيعيا وجغرافيا فان البحر الابيض المتوسط يحد قضاء المتن الشمالي من الغرب، وهو يمتد من مصب نهر الكلب شمالاً الى مصب نهر بيروت جنوباً، ويتوزع على 6 مدن ساحلية، هذا من حيث الجغرافيا أما من حيث الواقع فلم يعد للمتن شاطىء او بحر ملتصق بواقع وجغرافية المدن وبيوميات اهل القضاء وسكانه... لقد خسرنا شاطىء كنا فيما مضى نرتاده للاستحمام او للصيد او حتى للنزهة ... حتى اننا خسرنا اونكاد رؤية مشهد مغيب الشمس نظرا لكثرة التعديات من جهة، ولان القانون سمح ببناء ابراج ومجمعات تجارية ضخمة غرب الطريق المفروض ان تكون دولية والتي تربط بيروت بشمال لبنان... ولمن لا يتذكر فان شاطىء المتن كان شاطئنا وبحره بحرنا ويشكل جزءا اساسيا في يوميات اهل وسكان هذا القضاء الى ان تبدل كل شيىء فاصبح غريبا عنا وبعيدا ولم يعد بمتناول ايدينا... لقد تم اعدام المقومات التي تقوم عليها السياحة البحرية في قضاء يشهد الكثافة السكانية الأكبر في لبنان ... تعديات على مد العين وتحت نظر القانون والمولجين حمايته من دون اي رقيب او حسيب ... ردم للبحر بمساحة 1.400.000م.م. مليون واربعمائة الف متر من دون الاستفادة منها الا في بناء مساكن لا تشبه بيئتنا وتفصلنا عن البحر بل تمنعنا من مشاهدته... اضافة لمشاريع سرية وعلنية لخصخصة الشاطئ والسيطرة على مرافىء الصيادين في ضرب واضح لهيبة القوانين والمراسيم التي تؤكد على عدم امكانية اكتساب الملكية البحرية من الافراد بفعل الاستعمال مهما طال الزمن... يضاف الى هذا الواقع المرير فان مشروع انشاء مكب للنفايات في المتن مع ما يرافقه من فضائح واسئلة بمثابة اتهامات للمنفذ الذي لم يقنعنا لتاريخه بصحة اعماله،مع ما يرافق ذلك من تعديات والقضاء على خليج تاريخي وسكوت مريب لكل من له صفة من نواب ووزراء ومسؤولين يؤكد ان الاعتداء على بحرنا وشاطئه هو عملية منظمة وقد تمتد لسنوات... ولمن لا يدرك حجم الضرر الذي قد يلحق بالبحر وبيئته نتيجة عدم معالجة جبل النفايات الرابض على شاطىء برج حمود بطريقة علمية ورمي نفاياته بالبحر، نقول له بان الضرر لن يطال منطقة بل يهدد كل الثروة البحرية كما انه سيقضي على ما تبقى من مقومات للسياحة البحرية، المصابة اصلا بامراض تجعلها خارج المنافسة مع الدول التي تتمتع بنفس المواصفات... وهنالك اضرار قد تصيب البيئة من الغير الممكن اصلاحها واعادة عقارب الامور الى الوراء... من هنا يحتاج بحرنا وشاطئنا الى معالجات فورية وسريعة... كما الى تضافر كل الجهود لانقاذ ما يمكن انقاذه فهذا الشاطىء لا يمكن النظر اليه من منظار واحد ... فالمحافظة عليه او على ما تبقى منه وحمايته يعني باننا نحمي ونحافظ على بيئتنا وجزء من تاريخنا وعلى اقتصاد مستدام وعلى الاملاك العامة وعلى فكرة الانتماء الى وطن... وخصوصا فاننا بذلك نحافظ على وطننا وعلى مستقبله.