لا تعتبر قضية نقل راعي أبرشية صيدا السابق المطران الياس نصار الى دوائر البطريركيّة المارونيّة بالأمر العادي أو الذي يمكن المرور عليه مرور الكرام، فمنذ بضعة أشهر احتلت قضية عزله حيزاً كبيراً من الجدل بعد صدور قرار من الفاتيكان بتركه أبرشيّة صيدا للموارنة، ورد المطران نصار على قرار البابا فرنسيس الاول بأنه "سيطيع القرار حتى ولو اعتبره ظالماً بحقه".
ترك نصار أبرشيته المارونية، هو الذي وقف بوجه السياسيين في منطقته لأجل مصلحة أهل المدينة، الى "لا منصب"، ولكنه اليوم يعود من "الباب الواسع" الى بكركي بعد "مصالحة" مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كما وصفتها المصادر.
وفي التفاصيل، عقد المطارنة الموارنة منذ حوالي أسبوعين إجتماعا لتعيين مطارنة على أبرشيتي صيدا وبيروت بعد إنتهاء ولاية المطران بولس مطر"، وتشرح المصادر أن "المجلس عيّن المطران الياس عمار على ابرشية صيدا فيما بقيت الاشكالية الكبرى في أبرشية بيروت المارونية كون المطرانين الياس نصار وميشال عون (مطران جبيل) هما المخوّلان لتولي هذا المنصب نظراً لسنّهما الّذي يسمح لهما بذلك"، وهنا تلفت المصادر الى أن "المشكلة كانت أنه وفي حال نقل عون الى أبرشيّة بيروت ستصبح أبرشية جبيل شاغرة، وسيكون نصّار هو البديل، وأمام هذا الواقع وحتّى لا يكون راعي أبرشية صيدا السابق البديل للمطران مطر في بيروت او في جبيل، جدّد البطريرك الراعي سنة إضافية لمطر مكرّسًا بذلك بقاء رئيس أساقفة بيروت في منصبه رغم بلوغه السنّ القانونيّة، إضافة الى ابقاء المطران عون راعياً على أبرشية جبيل المارونية".
وتلفت المصادر الى أن "الأمور لم تنته عند هذا الحدّ فكانت لنصار مداخلة في الاجتماع قيل أنّها "عالية النبرة" ليقطع فيها الراعي التصعيد، طالبا نقله الى دوائر البطريركيّة المارونيّة في بكركي، ودعاه لمرافقته الى مقره الصيفي في الديمان"...
"المطران الخمسيني "المشاغب" الياس نصار ليس أي مطران". هذا ما تؤكده المصادر، التي تلفت الى أنه "يوم دعي الى مغادرة صيدا أطاع لأنه متمسّك كأّي كاهن بالطاعة لرؤسائه الدينيين وبشعبه وأرضه"، لافتة النظر الى أن "أمامه اليوم مسيرة طويلة بعد الفترة العزل التي مرّ بها".
"أمام المتواجدين في ذلك الاجتماع قالها الراعي لنصار: "المستقبل لك". واليوم بعد كلّ الجدل والأخذ والرد لأشهر، سيستلم المطران نصار غرفة المطران الراحل فرنسيس البيسري في بكركي ويتحضّر للإهتمام بدوره من المقر البطريركي العام... فهل سينجح في إحداث التغيير الذي يسعى اليه في الكنيسة؟!