مالئ العهد وشاغل السياسيين... هذه إحدى تسميات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أما التسميات الأخرى فأكثر من أن تُحصى:
كاتم أسرار الجمهورية، لأنه الأقرب على الإطلاق إلى سيد العهد، من دون منازع، وليس من اليوم بل منذ كان في باريس مروراً بالرابية، وصولاً إلى القصر الجمهوري في بعبدا.
مهندس التفاهمات الكبرى من تفاهم مار مخايل، إلى تفاهم بيت الوسط الذي هندس الوصول إلى قصر بعبدا ورسم خارطة طريق للسنوات الست للعهد.
الوسيط الأمين بين رئيس الجمهورية وكل الأفرقاء في لبنان وأحياناً خارج لبنان.
إنَّه رئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية ورئيس أكبر تيار سياسي عابر للمناطق والطوائف والمذاهب.
حين تتوافر هذه الصفات في شخص واحد، لا بد أن يكون هذا الشخص مثيراً للجدل، ولديه من الخصوم بمقدار ما لديه من الأصدقاء والحلفاء والمناصرين. فليس سهلاً أن يمرَّ شخص واحد في وزارة الإتصالات ووزارة الطاقة ووزارة الخارجية، وليس سهلاً أن يغادر وزارة الإتصالات ليتسلمها نائبه في التيار الوزير السابق نقولا صحناوي، وأن يترك وزارة الطاقة ليتسلَّمها حليفه من حزب الطاشناق أرتور نظاريان، ثم مستشاره سيزار أبو خليل.
شخصٌ بهذه الطاقة وهذه الحيوية وهذا التخطيط كيف لا يكون له كل هؤلاء الخصوم ومحاولي وضع العصي في الدواليب.
جبران باسيل حامل عشرات الملفات، لا يقفل ملفاً ليفتح ملفاً، بل إنَّه يفتحها كلها على طاولته في آن معاً وحيثما كان، سواء في مكتبه في وزارة الخارجية أو في مقر التيار في حرش تابت أو في منزله في الرابية أو في البترون أو في اللقلوق، فحيثما يكون فإنَّ الملفات تكون أمامه، لا يهدأ ولا يدع فريق عمله يهدأ.
حلفاؤه بلغ بهم تأييده أنهم يضعونه بمصاف أمل الجمهورية، وخصومه بلغ بهم انتقاده أنَّهم يصفونه بأنه خيبة العهد. لكلِّ فريق حججه التي يقدمها ليعزِّز وجهة نظره.
الملف الأكبر الذي يعده هذه الأيام وزير الخارجية جبران باسيل، هو ملف مشاركته في الوفد اللبناني إلى واشنطن برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، هذه الزيارة ستكون من أهم الزيارات على الإطلاق للخارج حيث يُرتَقب أن تتكلَّل بلقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. المشاركون في عداد الوفد اللبناني يعكسون أيضاً أهمية الزيارة، فمن الأسماء المشاركة وزير المال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامه وقائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، وعدد من المستشارين.
تأتي هذه الزيارة التي يُتوقَّع أن تتم في الأسبوع الأخير من تموز في وقتٍ تحضِّر دوائر السراي والخارجية لزيارةٍ لرئيس الحكومة ووزير الخارجية لموسكو في أيلول المقبل.
جبران باسيل عابر للتناقضات:
من حارة حريك إلى معراب، ومن واشنطن إلى موسكو، هو يشبه المرحلة أو أنَّ المرحلة تشبهه. وأسطع دليل على ذلك أنّه بامتياز مهندس ربط لبنان المقيم بلبنان المغترب من خلال مؤتمر الطاقة الإغترابية، الذي انعقد في أيار الماضي في دورته الرابعة بعدما كان انعقد في دوراته الثلاث على التوالي في السنوات الثلاث الماضية. ومن أهدافه:
تعزيز التراث اللبناني من خلال نشر الثقافة والتقاليد والرؤية اللبنانية في جميع أنحاء العالم، وإرساء الروابط بين الإنتشار والمقيمين، ما يوفّر فرصة لتبادل الخبرات، وتعزيز العلاقات، وإنشاء علاقات تجارية واجتماعية.