لا حاجة إلى سؤال المناوئين لتيار المستقبل في قضاءَي المنية والضنية عن أحوالهم وأوضاع الناخبين. اختصر الرئيس سعد الحريري المشهد كله حين قال في إفطار تيار المستقبل في الضنية: «هذه المنطقة شبعت وعوداً»
مرة يكون الموقوفون الإسلاميون هم الموضوع، فيقف الشيخ عمر الرفاعي المكلف متابعة ملفاتهم في داره لشكره على جهوده التي أفضت إلى إخلاء سبيل عشرة، والتمهيد لإخلاء سبيل عشرة آخرين. ومرة يكون انقطاع الكهرباء هو المشكلة، فيعقد المؤتمر الصحافي تلو التظاهرة، فالاجتماع مع المدير العام لشركة كهرباء لبنان. ومرة يصرف مجلس بلدية المنية أموالاً في غير محلها، فيجمع عدداً كبيراً من شباب البلدة ليفنّد معهم أولويات الإنفاق من الكهرباء إلى المياه والطرقات والصحة والتربية.
ولا يكاد يزوره وفد من المتعاقدين مع وزارة الإعلام حتى تصبح المطالبة بتثبيت هؤلاء شغله الشاغل عن كل شيء. وحين يمرّ أسبوع من دون حدث ما، يبادر إلى عقد مؤتمر صحافي يخصصه للمطالبة بتوفير فرص عمل للشباب. وفي مقابلاته التلفزيونية يسأل ما يطرحه جميع المواطنين على أنفسهم عن كيفية تحويل الكثير من عناصر الدرك وأمن الدولة إلى خدم وحشم لدى أهل السياسة، في حين أن المخافر والمراكز الأمنية والعسكرية تعاني نقصاً حاداً في الأفراد. وحين تختلف عائلتان، واحدة من صيدا والأخرى من المنية، «يطير» كمال الخير إلى صيدا لعقد اللقاءات مع فعالياتها من أجل حلحلة الموضوع.
مثّل فتفت سابقاً رافعة للائحة
الحريرية، لكنه بات يحتاج لمن يرفعه