شهدت مدينة درعا وريفها في الآونة الأخيرة هدوءاً نسبياً في العمليات العسكرية بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، عقب إعلان الأخير تهدئة منذ مطلع الأسبوع الجاري حيث تم تمديد وقف الأعمال القتالية في المنطقة الجنوبية درعا– القنيطرة – السويداء حتى نهاية يوم غد وتوعد الجيش بالرد المناسب في حال حدوث أي خرق.
وجالت "النشرة" داخل المدينة التي تشهد هدوءاً تاما وحياة شبه طبيعية حيث فتحت المحال التجارية وعادت الحركة الى الاحياء والشوارع التي يسيطر عليها الجيش السوري.
وكان الجيش قد استقدم الشهر الفائت تعزيزات هامة إلى مدينة درعا بالتزامن مع وقف العمليات حيث استكمل تعزيزاته وتحسين خطوط الصد مع استطلاع واسع لكامل المنطقة واستهدف بنك الأهداف المكون من مستودعات سلاح ومرابض راجمات ومدفعية، إضافة لنقاط دعم لوجستي للمسلحين ضمن نطاق جغرافي ممتد من مدينة درعا حتى الحدود الأردنية مستخدما الطيران المروحي والقذائف المدفعية مع استخدام فعال لمنصات إطلاق صواريخ "جولان".
كما أجرى الجيش السوري عملية برية محدودة انطلاقا من المنطقة الصناعية شمال شرق درعا أنشأ خلالها نطاق أمان بري وقاعدة انطلاق ممتدة من بلدة النعيمة شرق درعا مرورا بحي طريق السد ووصولا إلى محاذاة مخيم درعا ومحرزا الجيش تقدما باتجاه حي المنشية.
وتوزع السيطرة في مدينة درعا حيث ان الجيش يسيطر بدءاً من مركز المدينة باتجاه الشمال والشمال الشرقي من ريف المدينة والذي يشمل مناطق عديدة أهمها درعا المحطة والقسم الأكبر من حي المنشية داخل المدينة، وكذلك كل من مدينة الصنمين وإزرع وبلدات المسمية وغباغب ومحجة وقرفا، بالإضافة إلى بعض القرى المحيطة بتلك المناطق ومن ضمنها الطريق الدولي درعا دمشق وصولاً إلى الحدود الإدارية مع ريف دمشق .
في المقابل تسيطر الفصائل المسلحة على كاملة الحدود الإدارية مع المحافظات المجاور لدرعا وهي السويداء شرقاً والقنيطرة والجولان المحتل غرباً بالإضافة إلى المعبرين الحدوديين مع الاردن.
ويسعى الجيش الى توسيع نطاق سيطرته في حال فشل مساعي الهدنة ووقف الاعمال القتالية من اجل تأمين الحدود الجنوبية للبلاد وضبطها لمنع خروج ودخول المسلحين وقطع خطوط الامداد عنهم وتأمين حصار كامل عليهم في درعا.