وجهت "لجنة التراث العالمي التابعة لـ"الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" - "اليونسكو" صفعة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بإدراج مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي على "قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر كمنطقة تعرف "بقيمتها العالمية الاستثنائية"، وذلك في دورتها الـ41 التي عقدتها أمس (الجمعة) في مدينة كاراكوف البولونية.
وجاء تصويت اللجنة بأغلبية 12 صوتاً، مقابل اعتراض 3 وامتناع 6 من بين أعضاء اللجنة، علماً بأن المطلوب هو تصويت 10 أعضاء ليصبح القرار ساري المفعول.
وكانت المجموعة العربية في "اليونسكو"، وبدعم من الدول العربية والإسلامية والصديقة، قد تقدمت بمشروع القرار لوضع مدينة الخليل على لائحة "مواقع التراث العالمي".
ويأتي هذا القرار، ليثبت الأحقية الفلسطينية بالأماكن المقدسة في الخليل، بما في ذلك البلدة القديمة، لتكون رابع ممتلك ثقافي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها)، بيت لحم (مكان ولادة السيّد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج)، وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس).
وهذا يدحض ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي التي استولت على الحرم الإبراهيمي من خلال نقاط الحراسة داخله وفي محيطه، وإقامة
الاحتفالات العسكرية، فضلاًً عن التوراتية في الحرم تحت إدعاء أنه موروث يهودي، في محاولة لطمس تاريخ المدينة، التي تضم قبر سيدنا إبراهيم الخليل (عليه السلام)، بما يتجاوز أنه إرث ثقافي يهم العالم وليس الفلسطينيين فقط.
وقد تمّ تحقيق هذا الإنجاز، بفضل العمل الدؤوب للدبلوماسية الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية، لكن المطلوب أن يتم توفير الحماية الدولية لمعلم والإرث العالمي من خلال تحميل المجتمع الدولي مسؤوليته من أجل الحؤول دون الانتهاكات الإسرائيلية، وإجبار الإحتلال على إخلاء الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل، كما باقي المناطق الفلسطينية المحتلة.
وفد لقي تصويت "اليونسكو" ترحيباً فلسطينياً وشجباً إسرائيلياً.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته تونس "أن القرار جاء بفضل الدبلوماسية الفلسطينية الهادئة، ومساندة أهلنا وأشقائنا وأصدقائنا من العالم، حيث صوتت "اليونسكو" على قرارين هامين، الأول حول مدينة القدس، والثاني حول مدينة الخليل باعتبارهما مدينتين أثريتين"، مشيراً إلى أنه "نجح القراران على الرغم من الضغوط التي مورست على العديد من الدول من قبل إسرائيل وأميركا".
من جهته، وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصويت بـ"القرار السخيف".
وقال في تسجيل "فيديو" بثه مكتبه على صفحته على "الفايسبوك": "هذا قرار سخيف آخر اعتمدته منظمة "اليونسكو"، هذه المرة قررت "اليونسكو" أن مغارة المخبيلا (الاسم اليهودي للحرم الإبراهيمي)، هي عبارة عن موقع فلسطيني (أي غير يهودي) وأن هذا المكان
يتعرض للخطر، في الأماكن التي تتواجد فيها إسرائيل، مثل الخليل، حرية العبادة مكفولة للجميع، في الشرق الأوسط يتم "تفجير المساجد والكنائس والكنيس"، ويتم القيام بذلك من أماكن أخرى لا تتواجد فيها إسرائيل".
ويُعد الحرم الإبراهيمي الشريف من أقدم المعالم الدينية، ويعتبر رابع أقدس مدينة إسلامية بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف.
وكان قد جرى تقديم ملف ترشيح مدينة الخليل القديمة على "لائحة التراث العالمي" لدى "اليونسكو" بتاريخ 30 كانون الثاني 2017 من قبل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية ووزارة الخارجية وبلدية الخليل و"لجنة إعمار الخليل"، قبل أن يتم تقديم طلب رسمي بتحويل الملف من الحالة الإعتيادية إلى الحالة الطارئة، بتاريخ 21 أيار 2017، إثر تزايد الإعتداءات الإسرائيلية على البلدة القديمة من الخليل والحرم الإبراهيمي ومحيطه، مع تدعيمه بتقارير قيمة، تؤكد مساس الإعتداءات بأصالة الموروث الثقافي الفلسطيني من المدينة، وبالقيم الاستثنائية العالمية.
وكان المجلس التنفيذي لـ"اليونسكو" اعتمد في العام 2010، قراراً باعتبار الحرم الإبراهيمي في الخليل و"مسجد بلال بن رباح" في بيت لحم، جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفض ضم الإحتلال الإسرائيلي لهما في "قائمة التراث اليهودي"، وذلك بأغلبية 44 صوتاً معه وصوت واحد ضده وامتناع 12 صوتاً.