منذ أشهر أنهى الفاتيكان وبكركي مسيرة المطران الياس نصار في مطرانية صيدا وجزين ودير القمر للموارنة. وبما أن نشاط نصار في المطرانية لم يقتصر فقط على الصعيد اللاهوتي، إتجهت الأنظار حول مصير المشاريع السياحيّة والسكنيّة التي هندسها الراعي السابق للأبرشية طيلة عهده. بالنسبة الى المشاريع السكنية في جزين والرميلة ودير القمر، وهي المدعومة من قبل المطرانية لتشجيع الشباب المسيحي على العودة الى بلداته في الجبل والجنوب، فهي لا تزال تحت إشراف نصّار نفسه كونها تبنى عن طريق جمعيات مستقلة عن المطرانية، وعملية بناؤها تسير على ما يرام بعدما رُفع الحظر المصرفي الكنسي عن نصار وعادت البنوك الى التعاون معه ومدّه بالقروض المطلوبة، وفي هذا السياق تكشف المعلومات أن عملية تسليم الدفعة الأولى من شقق مشروع جزين لمالكيها ستتم بإشراف نصار خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وإذا كانت الأمور تسير كما يجب على صعيد المشاريع السكنية، فالأوضاع ليست بألف خير بحسب مسيحيي الأبرشية في حديقة "دار المير"، التي أنشأها نصّار لحفلات الأعراس داخل حرم المقر الصيفي للمطرانية في بيت الدين، لماذا؟ لأن المطران مارون عمّار الذي إنتخب راعياً للأبرشية بعد إقالة نصار، سارع الى تسليم إدارتها الى درزي يدعى س. غ. يملك محلاً لتنظيم حفلات الأعراس في السمقانيّة.
أصبح الكل بالكل مع العرسان منذ لحظة حجز العرس وتسديد الدفعة الأولى، الى لحظة إنتهاء العرس وإقفال الفاتورة، وهنا لا بد من التوقف عند الإستياء الذي يبديه مسيحيو الجبل الذين يعملون في مجال تنظيم الحفلات كالإضاءة وهندسة الصوت والمطاعم ومحال الورود المخصّصة لتزيين المناسبات، لناحية أن المدير الجديد لـ"دار المير" بات يتعامل مع دروز يعملون في هذا المجال.
هذا في الشق التقني الإداري، أما في السياسة، فأبناء الجبل يعرفون جيداً أن حديقة "دار المير" تحولت خلال فترة زمنية قصيرة الى المنافسة الأولى والجدية لفندق المير أمين الذي تشرف عليه السيدة نورا جنبلاط زوجة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، والأرقام تتحدث عن عدد كبير من أعراس أثرياء الدروز، تحوّل الى حديقة المطرانية نظراً لجمال المكان، بعدما كانت وجهتهم الأولى فندق المير أمين. وهنا تطرح التساؤلات:
هل تسليم حديقة "دار المير" التابعة لمطرانية دير القمر لدرزي، هي بمثابة جائزة ترضية أرادت بكركي عبر المطران عمّار أن تهديها لجنبلاط بعد سنوات وسنوات من الخلافات بينه وبين المطران نصار، الذي رفض خلافاً لمطارنة آخرين سبقوه، الإنصياع لطلبات الزعيم الدرزي؟.
وإذا كانت بكركي بريئة من قرار هذا التدبير الإداري، فهل ستبقى ساكتة بعد اليوم على ما قام به عمّار؟.
ماذا عن الأموال التي يدفعها العرسان لإقامة أعراسهم في حديقة "دار المير" وهل يحصل س.غ. على عمولة منها علماً أن المشروع أقيم أساساً لدعم مسيحيي الجبل والمطرانية؟.
وعلى هامش تسليم حديقة المطرانية المارونيّة لدرزي، هل يمكن أن نصل الى يوم تكلّف فيه مشيخة العقل مثلاً مسيحياً من الجبل بتسيير أمور مؤسسة تابعة لها؟.
برسم بكركي والفاتيكان، خصوصاً بعد المصالحة بين نصار والبطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي الذي ردّ الإعتبار لنصار بنقله الى الدائرة البطريركية في بكركي بعد إقصائه.