أكدت أوساط مطلعة لصحيفة"الديار" أن "حزب الله انهى عمليا ترتيباته اللوجستية واستعداداته الميدانية من استقدام للتعزيزات البشرية والآلية ووحدات الهندسة الى جرود عرسال، التي باتت على اهبة الاستعداد لتنفيذ المهام المطلوبة مع انطلاق العمليات العسكرية، التي في المبدأ حددت ساعتها الصفر في غضون ايام معدودة في حال فشل الخطة البديلة الموضوعة والتي بوشر تنفيذها والقائمة على غارات مكثفة للطيران السوري تستهدف مواقع جبهة فتح الشام النصرة وسابقة واحرار الشام للضغط على هاتين المجموعتين للانسحاب الى مناطق خارج الحدود، ما سيسهل عنذئذ قيام حملة عسكرية تنطلق من الاراضي السورية باتجاه الجرود لتنظيفها من مسلحي الدولة الاسلامية الذين يرفضون الانسحاب".
وكشفت الأوساط أن "المفاوضات حول انسحاب النصرة سلميا متوقفة حاليا لمجموعة اسباب ابرزها: سحب قطر احد الرعاة الاساسيين لوساطتها نتيجة لتطور الاوضاع الاقليمية والخلاقات الخليجية - الخليجية، ما عطل قنوات التفاوض خصوصا ان الامارة كانت تتكفل بدفع الاموال عند اتمام كل صفقة للمسلحين. رفض اميركي مطلق حتى الساعة لانسحاب اي من مسلحي النصرة باتجاه ادلب التي باتت تعج بالمسلحين وعائلاتهم والمدنيين ما يصعب اي عمليات عسكرية حليفة قد تشن ضد معاقل الجبهة في تلك المنطقة. تراجع امير النصرة في الجرود ابو مالك التلي عن تعهداته السابقة بالانسحاب ورفعه لسقف شروطه ما عرقل المفاوضات، في ظل خوفه من ان يدفع ثمن اي انسحاب، على الرغم من تقديم عرض سخي له بالانسحاب مع الاموال التي يملكها في الجرود باتجاه اي منطقة يختارها. التضعضع والانقسامات بين المجموعات المسلحة بين راغبة بالانسحاب واخرى مصرة على البقاء .التعقيدات الطارئة على ملف عودة اللاجئين في ظل العقد من قبل كل الاطراف المعنية، وهو ما ادى الى تدعيم موقف الارهابيين الذين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية ويعتبرونها بيئة حاضنة وخزاناً بشريا"ز
ولفتت الى أن "الفشل في اقناع جبهة النصرة بالانسحاب من جرود السلسلة الشرقية سواء بالترهيب او الترغيب سيدفع الى اعادة الحسابات من جديد لجهة شن اي عملية عسكرية نظرا للمخاطر الكبيرة الناجمة في حال وقوع المسلحين في الجرود بين فكي كماشة وانحسار مناطق نفوذهم ما سيدفعهم باتجاه مخيمات النازحين المنتشرة في الجرود والخارجة عن نفوذ الجيش اللبناني في وادي عطا ومدينة الملاهي والرهوة وغيرها والتي تضم عشرات آلاف المدنيين من نساء وشيوخ واطفال، ما سيضع الدولة اللبنانية اذاك في مأزق كبير مع المجتمع الدولي بداية ولجهة التعامل مع المستجدات من جهة ثانية".
من جهتها دعت مصادر امنية لبنانية الى "عدم الاخذ بالشائعات مطمئنة اللبنانيين الى ان وحدات الجيش اللبناني اتخذت كل الاجراءات الميدانية الضرورية لتأمين الجبهة الشرقية والدفاع عن خطوط الجيش ضد اي هجوم او محاولات تقدم او تسلل للمسلحين باتجاه المواقع اللبنانية، وان عمليات المراقبة الجوية والارضية مستمرة على مدار الساعة لرصد اي تحركات او تجمعات للمسلحين والتعامل معها بما هو مناسب"، مشددة على "حرص القيادة العسكرية على حياة النازحين السوريين في المخيمات بمثل حرصها على سلامة المواطنين اللبنانيين"، معتبرة ان "اي قرار بالتعاون مع اي جهة كانت هو قرار سياسي يعود للجهات المعنية اتخاذه فالجيش يعمل تحت سلطة الحكومة اللبنانية ويلتزم سياستها".