اعتبر عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار "المردة" المحامي شادي سعد أن التعاطي في ملف النازحين من قبل البعض ومقاربة موضوع التنسيق مع الدولة السورية "يدل على قصر نظر سياسي للاسف"، مذكرا بأن لبنان يرزح تحت عبء مليوني نازح "فيما البعض يعيش ترف التعاطي بخفة مع هذا الملف".
وشدد سعد في حديث لـ"النشرة" على ان "الدولة اللبنانية تتعاطى رسميا مع سوريا بمجرد وجود سفير لها في بيروت"، معتبرا ان "البعض يزايد للمزايدة"، مضيفا: "هناك واقع يجب ان يتعايشوا معه ان سوريا انتصرت باعتراف الدول التي كانت تريد اسقاط النظام منذ العام 2011، وبعض اللبنانيين يعتقدون انهم قادرون على تغيير وجهة سير الدول العظمى. ولهؤلاء نقول: كفى "وَلْدَنَة" سياسية يدفع ثمنها الشعب. كل قرية لبنانية تعاني من النزوح. كل حي في كل مدينة اصبحت الحياة فيه مستحيلة". وقال: "التنسيق مع الجانب السوري يفيد لبنان فقط، وهو حاجة للبنان فقط، اما سوريا فلن تجني من التنسيق اللبناني معها اي شرعية كون من ينسق معها الاميركي والروسي والفرنسي والايراني وسائر الدول التي كان بعضها يحاربها بدأت تستدير، لن ينتظر رضا فريق لبناني".
الجيش خط أحمر دائم
وتطرق سعد للحملة التي يشنها البعض على الجيش على خلفية عملية عرسال الأخيرة، فشدد على ان "تيار المردة يعتبر ان الجيش اللبناني هو الخط الاحمر الدائم وان كل تطاول عليه هو جريمة". وأضاف: "للاسف نسمع اليوم كلاما ينخر جسم المؤسسة العسكرية وهيبتها. عندما يهاجم الجيش مخيما للنازحين ويفجر 6 انتحاريين نفسهم بعناصر الجيش وبساكني المخيم، فذلك يعني ان على الجيش التعاطي مع هذا المكان على انه شديد الخطورة، وكل إجراء امني او عسكري داخله مبرر حماية للجيش والدولة وسكان المخيم المسالمين". واضاف: "كفى عويلا من البعض. وكفى تدميرا لهيبة الجيش ولتضحيات عناصره".
الطامحون بإرث عون
وردا على سؤال عن العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد تلبية رئيس تيّار "المردة" النائب سليمان فرنجيّة دعوته الى اللقاء التشاوري الذي عُقد في بعبدا، قال سعد: "العلاقة مع رئيس الجمهورية عادت اليوم الى مسارها الطبيعي من الناحية السياسية اما العلاقة الشخصية فيمنعها بعض المتضررين". واضاف: "كل اللبنانيين يعلمون ان مصلحة الطامحين بارث الرئيس عون السياسي يفضلون ان تبقى العلاقة الشخصية بين عون وفرنجيه سيئة". وأردف: "نحن نتعاطى مع الملف بضمير مرتاح. وننطلق اليوم كمردة من صلب خطابنا التاريخي الوطني المشرقي العربي ونعتبر ان لا استمرارية للبنان دون الاعتدال الحقيقي وليس الاعتدال الذي يغطي الارهاب حينا او الالغاء حينا آخر".
مكافحة الفساد
وأكد سعد انّهم سوف يخوضون الانتخابات القادمة "في كل مكان يتواجد فيه نفس المردة او محبو سليمان فرنجية"، معتبرا ان "هناك افرقاء صرعوا اللبنانيين بوعودهم ببناء الدولة ومكافحة الفساد واستلموا وزارات منها لمدة 9 سنوات متتالية ولم يحصد اللبناني سوى الخيبة والفساد. اما "المردة" فكان وزراؤها على صورتها ومثالها حيث لا صفقات ولا تنازلات بل حماية للمال العام وحقوق المواطنين. هذا هو نفس المردة". وأضاف: "اليوم نسمع كلاما عن تحالفات وعروض وتوزيع ادوار، فليعرف الجميع اننا اكثر فريق مرتاح مع تاريخه وشعبه ومؤيديه. فلا خطوط حمراء امامنا وبنفس الوقت لن نسمح لاحد بأن يتذاكى علينا ويوزع ادوار على طريقة ان يتناحر فريقان في دائرة ويتفقان في أخرى". وأردف: "الشعب اللبناني اذكى من هذه الالاعيب. ونحن بالمرصاد".
وشدد سعد على ان "لا مصلحة لاحد في تعطيل عمل الحكومة"، معتبرا ان "تيار المردة وجد تمويلا لسلسلة الرتب والرواتب من خلال ما حصل في مزايدة السوق الحرة". وتساءل: "لماذا اذا التأخير"؟.