تتمتع كازاخستان بشهرة مبادراتها في مجال الامن الدولي كما هي معروفة بدورها في عدد من المبادرات الفعالة والفاعلة في العلاقات الدولية. كما لكازخستان صلة في تأسيس مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، والاتحاد الاقتصادي الاوروآسيوي، ومنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ومؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية.
ففي العام 2010، ترأست كازاخستان العمل في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "OSCE" والتأمت قمة للمنظمة بعد انقطاع دام 10 سنوات. وفي الوقت الراهن تعتبر كازاخستان عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وفي الوقت ذاته توفر "آستانة" مكانا لمحادثات السلام بين المتحاورين السوريين، كما تنظم خلال العام الجاري مؤتمر المعارض التخصصية الدولية للعام 2017 EXPO-2017. وهذا الانفتاح والنشاط السياسي الخارجي يستند على نجاح الاستقرار السياسي والاقتصادي الداخلي للبلاد، مما اتاح للقيادة الكازاخية البدء بكل عزم في تنظيم وتشكيل خطة حديثة للتنمية العالمية المستدامة وتطوير اليات لتأمين الامن الدولي.
ولكازاخستان مشروع لا يقل اهمية عن غيره وهو طرح فكرة المجموعة العالمية "G-GLOBAL" كصيغة جديدة للحوار العالمي متعلق بانشاء "الحوار الديمقراطي العالمي" المشترك لمواجهة التهديدات والتحديات الحديثة التي بدأت تتجسد على أساس صريح عبر منصة "المجموعة العالمية"، كما هناك فريق من الخبراء المتخصص مفتوح العضوية بشأن آلية مالية عالمية، وهو معني بوضع خريطة عالمية لأغراض التنمية المستدامة ومعني بالاقتصاد العالمي المتغير.
وتهدف "G-GLOBAL" إلى توحيد منصة حوار لممثلي الحكومات، والعلماء والخبراء من أي بلد أو اي منظمة دولية والاخذ بعين الاعتبار آراء ومواقف أي شخص مهتم في الموضوع الدولي.
والتفاعلات على هذه المنصة التواصلية تتم على أساس خمس مبادئ رئيسية وهي:
- التنمية ليست طريقة ثورية ولكن تطورية.
- رفض تقسيم الدول على اساس رئيسي و ثانوي.
- مبدأ التسامح العالمي
- الثقة المتبادلة
- بدلاً من عالم ثنائي القطبية-عالم متعدد الأقطاب.
والأكثر ملائمة للمعايير الحديثة في العالم:
- الهدوء والإصلاح، بدلا من التدمير الذاتي.
- المساواة والتوافق، بدلا من اثبات الذات على حساب الآخرين.
- التسامح في السياسة والاقتصاد.
- الثقة العالمية من أجل تحقيق حلول لمكافحة الازمات المشتركة.
- والشفافية بدلاً من المعايير المزدوجة.
وبطبيعة الحال، بناء التعددية القطبية، ونظام الضوابط والتوازنات، كبديل للتحديات والتهديدات، وبذلك سيتم التغلب على الأزمة العالمية الحالية إذا كان هناك تحديثات عميقة في القانون الدولي. لا سيما وان الجميع يتحدث اليوم عن القانون الدولي، ولكن القوي هو فعلا من يلعب اليوم دورا قياديا. وهذه سابقة خطيرة جدا ولذلك قدمت كازاخستان مقترحاتها كمبادئ لـ"المجموعة العالمية" "G-GLOBAL" وهي ذي فائدة للمجتمع الدولي اكثر من أي وقت مضى. وهي واثقة على إعطاء التنمية للعالم ليس بفوضوية كما يحدث الان، بل بطريقة بنّاءة ومدروسة، وذلك بحسب الرئيس الكازاخستاني.
وفي الوقت الحاضر ان الحوار الديمقراطي العالمي يتجسد عمليا على شكل منصة مباشرة عبر المجموعة العالمية "G-GLOBAL"، والتي أضحت رائجة ومطلوبة كمصدر ومورد علمي وتحليلي ينضوي فيه خبراء من 170 بلداً، وهذا المورد حلّ الكترونياً في قائمة الـ70 الف مصدر معلومات على مواقع الانترنت الاكثر تصفحاً على هذا الكوكب. وتتضمن على صفحاتها عدة برامج معالجة للازمات الاقتصادية والسياسية، وقد اثارت اهتمام اكثر من مليون مستخدم للانترنت من عدة دول مختلفة، من سياسيين ومحللين وصحفيين ورجال اعمال معروفين.
ويقارن خبراء مراراً و تكرارً معلومات المجموعة الدولية مع مؤتمر بريتون وودز المصيري. وفي الوقت الحالي يسعى المشاركون في المنصة "G-GLOBA" المجموعة العالمية عبر الانترنت الى تحويل معلوماتها ومواردها الى صيغة عالمية. وتوحيد الناس بهدف مناقشة مشاكل الساعة الملحة -وهذا مهم و ملحّ جداً- وكما قال الحائز على جائزة نوبل محمد يونس "ان دمج قادة العلوم العالمية من العلم والوسائل لمواجهة التحديات العالمية يشكل الحدث الاستثنائي والمعلم التاريخي".
تماما وبطبيعة الحال، فإن المنتدى المقبل، من المقرر أن يعقد خلال معرض "EXPO-2017" الدولي. ووفقا للخبراء سيتمكن المنتدى من جمع زعماء العالم، ورجال السياسية والعلماء والبرلمانيين وممثلي المنظمات غير الحكومية. وسيعرض على ساحته انشطة: مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية، مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، قمة الصحافة الدولية، منتدى استنا الاقتصادي، منتدى البرلمانية الدبلوماسية الوطنية و"طريق الحرير"، "الجسر الاخضر"، ومشروع "عالم خالٍ من الاسلحة النووية"، وعدة مواضيع اخرى مما يتح توفير تأثير متناغم، وتوسيع نوعية المشاركين وتعزيز التنسيق واغناء جدول أعمال الحدثين.