تحرّرت الموصل. سقطت دولة الخلافة. اندحر الداعشيون من الموصل معقَل تنظيمهم. الميدان يحسم الحرب ويرسم سياسة دولية جديدة.
في خلفية المشهدية العسكرية، سقوط مشروع سياسي-إقتصادي رسمته دول عدّة. الميدان يحكم. الحرب على الإرهاب في سوريا تستمر في مناطق عدّة.
قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين أنتجت تفاهمات ."هدنة الجنوب باكورة اتفاقات عسكرية-سياسية فرضتها المعارك التي انصبّت في مصلحة الجيش السوري وحلفائه.
الأمم المتحدّة تحذر من تقسيم سوريا. مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في المباحثات السابعة لجنيف يتحدث عن جهد اميركي في سبيل إرساء الإستقرار. لا شيء في سوريا يدلّ على اهتمام الحكومة السورية بجهود المبعوث الأممي.
مباحثات جنيف تراوح مكانها. الميدان السوري سيستمر بتحريك المواقف الدولية.
في لبنان؛ جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية تشهد وبشكل شبه يومي معارك بين الجيش اللبناني والمسلحين الإرهابيين الفارين من سوريا باتجاه الحدود اللبنانية. حزب الله، له دور بارز في عمليات عدة في تلك الجرود الحدودية؛ منعت تسلّل عناصر من جبهة النصرة وداعش وأخواتهما إلى لبنان. الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعلن منذ فترة وجيزة انتهاء مهمته هناك بنجاح. دعمه للجيش اللبناني فعلي وليس نظري. هو أيضاً يُبعد شبح المذهبية عن الميدان القادم.
الجيش اللبناني بقيادة العماد جوزف عون ينجح في عمليات استباقية على مخيمات للنازحين السوريين في عرسال للقبض على خلايا ارهابية، اتخذت من المخيم ملجأ لمخططاتها ومركزا لإدارة عملياتها. عملية "قضّ المضاجع" أنقذت لبنان من كوارث أمنية خطّط وحضّر لها الإرهابيون.
تعرض الجيش اللبناني لهجمات مشكّكة؛ لها بُعد طائفي. في لقاء قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري؛ ظهر الدعم الحكومي السياسي للجيش اللبناني بِبُعدٍ واضح لدعم الطائفة السنية له بشخص رئيس تيار المستقبل. (تعيين الحريري رئيساً للحكومة أعاد رسم تيار المستقبل كالممثل الأقوى للقوى السياسية السنية).
لا شكّ أن ميدان معارك الجيش اللبناني وشخصية قائد الجيش المعروف عنه قوة التصميم والإستقلالية فرَضت الدعم السياسي للجيش وليس الاستجداء. الميدان يقود السياسة اللبنانية .سقط مخطّط الفتنة الطائفية في لبنان. ليست المعركة في عرسال سعودية-إيرانية أو سعودية-قطرية؛ أو أميركية-إيرانية وغيرها... إنها معركة لبنان ضدّ الإرهاب . يتبيّن من عمليات الجيش المتعدّدة؛ أنّ بحوزة قيادة الجيش معلومات خطيرة حول مخططات وبؤر إرهابية في مناطق لبنانية عدّة؛ تضافر الجهود، الدعم غير المحدود للجيش والتنسيقات الأمنية واجبات وطنية. الخط الأحمر سيظهر قريباً، لا بل بالقريب العاجل حين تبدأ المعركة الحاسمة لطرد فلول الإرهابيين من عرسال. هي مسألة أسابيع أو ربما أيام قليلة؛ إمّا يُقتل الإرهابيون في الجرود أو يسلمون أنفسهم. لا شكّ أن الجيش اللبناني نالَ أكثر من ضوء أخضر خاصة من أميركا؛ ولا شكّ أيضاً أن رافضي التنسيق مع سوريا، ستخمد أصواتهم إن علموا أن ثمة تنسيقاً دقيقاً حصل بين الجيشين السوري واللبناني ومعهما حزب الله .المعركة مع الإرهاب لم تنتهِ من العراق الى سوريا فلبنان .المعركة واحدة و المصير واحد. بينما طائرات الجيش السوري تقصف مواقع لإرهابيين على الحدود اللبنانية السورية؛ و الطائرات العراقية تقصف للمرة الأولى مواقع لداعش في سوريا؛ الطائرات الحربية الأميركية تستطلع فوق سواحل سوريا، أما الطائرات الإسرائيلية فتستمر بطلعاتها فوق الأجواء اللبنانية... قريباً؛ معارك مرحلة ما بعد داعش...
هل ستتم المراهنة مرة أخرى على سقوط الميدان؟ طبعاً لا، إلا إذا تبين أن زمن الأنظمة الغاشمة لم ينتهِ غربيا وعربيا.