في 12 تموز من العام 2006 نجحت المقاومة الإسلامية بأسر اثنين من الجنود الصهاينة، وأطلقت على هذه العملية اسم "الوعد الصادق"، وهو ذاك العام الذي شهد صدق الوعد وتحقيق العهد للأسرى والشهداء، ففي ذاك اليوم سدد الله تعالى رمي المجاهدين، وحقق حزب الله وعده بتحرير الأسرى لدى العدو من خلال عملية تبادل، إلا ان المقاومة لم تكن تتوقع ان تتدحرج الأمور لتحقق أكثر مما أرادت، وهو الانتصار المبين على إسرائيل لا فقط تحرير الأسرى.
عام 2006 لقّن مجاهدو حزب الله الاسرائيليين درساً وهم ما زالوا حتى اليوم لم يكتشفوا سبب هزيمتهم، لأن ما يراكمه حزب الله منذ انتصار تموز ويبني عليه لحماية هذا النصر، لا يفسح المجال لإسرائيل باستعادة المبادرة بالهجوم، على الرغم انها حاولت ذلك من خلال دعم الارهابيين في سوريا، ولكنها فشلت ايضا فانتقل حزب الله من نصر على إسرائيل الى آخر، لأن داعش هي الوجه الآخر لإسرائيل، وأمس أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بخطابه أنه ولآخر مرة سيتكلم عن معارك جرود عرسال، ما أعطى الإشارة بأن قد آن الآوان للإنطلاق لإنهاء هذا الوجود التكفيري من جرود عرسال والحدود اللبنانية السورية.
إن النصر الذي حصل في حرب تموز2006، كان لسوريا دورا بارزا في تحقيقه، من خلال وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني بفتحها الحدود لهم والسماح لهم بالمكوث عندها وفي بيوتها، فحمت ظهر المقاومة وكانت الحليف القوي والصلب، والحاضن الأكبر لها، وهذا الدور لم تنسه إسرائيل وبالتالي حليفتها الولايات المتحدة الأميركية، فدفعت سوريا بعدها بسنوات وبالتحديد بدءا من العام 2011، الثمن الباهظ وذلك بشن حرب كونية عليها ما زالت مستمرة حتى اليوم، ولكن الجبهات توحدت لأن سوريا هي العقدة الأساس والظهر الذي في حال قُصم يضعف محور المقاومة بأكمله، فلبت الجمهورية الاسلامية النداء كما فعل حزب الله بانخراطه في خندق واحد مع الجيش العربي السوري للدفاع عن المقدسات والمحور المقاوم، ووقف الرئيس السوري بشار الأسد بصلابة وجرأة قل نظيرها لدى العرب في كل تاريخهم، فأثبت انه القائد الذي لا يفرط بجغرافية سوريا كما بتاريخها المقاوم للإحتلالات والاستعمار والظلم، فخاض الجيش العربي السوري ببسالة معارك طاحنة في وجه جماعات مدعومة من جيوش وأجهزة استخبارات، فحمى الديار وذاد عن شعبه العنيد والصامد، وهو اليوم وبعد حرب طاحنة دامت 7 سنوات، مدعوما من إيران وحزب الله وروسيا والصين ودول البريكس، على طريق النصر المبين، ويحقق مجاهدو حزب الله بالأخص الملاحم البطولية في ميادين القتال في سوريا، وبذلك حموا ليس فقط سوريا بل لبنان والعراق وكل الدول في المشرق العربي، اما سوريا فستبقى سوريا الأسد قلب العروبة النابض وحاضنة لجميع الشعوب العربية المؤمنة بعروبتها.