تفتك بحرش الصنوبر في بلدة بفروة الجنوبية حشرة صغيرة بيضاء اللون، تضرب جذوع الأشجار وتمتد صعوداً حتى تصيب الأوراق وتؤدي الى تساقطها على الأرض وتتسبب بـ"موت" الثمار. وهي تغزو الحرش وأشجاره الخمسينية المعمرة منذ 5 أشهر، بشكل أقلق الأهالي الذين يعتبرون الغابة الصنوبريّة موئلاً للتنزه والتلاقي والتجمع تحت أشجارها التي تعانق السماء، والتي حاولت اسرائيل احراقها سابقًا إبّان احتلالها للبنان.
في هذا السياق، يوضح رئيس لجنة الوقف في بفروة ماهر بشارة، في حديث لـ"النشرة"، أن "الحرش التابع لكنيسة مار يوسف-بفروة، هو جنة ملائكية تتميز به بلدتنا وتضاهي منطقة النبطية بثروتها الحرجية وغاباتها الصنوبرية"، لافتاً إلى أن "أهالي البلدة يدقون ناقوس الخطر لأن تلك الثروة تتعرض للانقراض واليباس نتيجة الأمراض، وهي التي زرعت في العام 1963 على مساحة 400 دونم، تنتشر عليها ألف شجرة صنوبرية".
من جانبه، يرفع ناطور الغابة سمير ضاهر الصوت عالياً، محذراً، عبر "النشرة"، من مجزرة بيئية تحل ببلدة بفروة، جراء الحشرة التي تفتك بشجرات الصنوبر الموصوفة بهوائها العليل لشفاء المرضى، وأضاف: "كنا نقوم بجرف أراضٍ محاذية للحرش لاقامة دير للرهبان عليها، وما لفت نظرنا أن الأشجار الصنوبرية المعمّرة أصابها اليباس من الأعلى"، مطالباً المعنيين بـ"مساعدتنا لحماية ثروتنا الحرجية المهددة بالإنقراض"، مؤكداً أننا "بتنا قاب قوسين أو أدنى من خسارة هذه الثروة"، داعياً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وابنته ومستشارته كلودين عون روكز ووزارتي الزراعة والبيئة إلى التدخل لتأمين الأدوية اللازمة لحماية هذه الأشجار.
بدوره، أوضح مختار بلدة بفروة يوسف نهرا، في حديث لـ"النشرة"، أن الحشرة التي تصيب الأشجار تبدأ مع الدفء في مطلع شهر آذار وهي تأكل الاوراق شيئاً فشيئاً حتى تقضي على الشجرة التي يتحول لونها إلى أسود داكن، معتبراً أنها "مجزرة بيئية تغزو ثروتنا الحرجية"، مناشداً جميع المسؤولين ارسال خبراء لتوصيف المشكلة وتأمين العلاج اللازم للقضاء على هذا المرض والحفاظ على ما تبقى من هذه الثروة التي هي مصدر عز البلدة وتاريخها الغابر.