أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أنه كان يفترض أن تعقد اليوم الجمعية العمومية لشركة طيران الشرق الأوسط جلسة بجدول أعمال يتضمن الموافقة على حسابات الشركة وإبراء ذمّة مجلس الإدارة المنتهية ولايته منذ نهاية 2012 وانتخاب مجلس إدارة جديد يتألف من رئيس وخمسة أعضاء، لكنها أوضحت أن الساعات الماضية كشفت أن التسوية لم تنضج، برغم أن التسريبات تحدثت عن تسوية تقضي بإعادة انتخاب محمد الحوت رئيساً لمجلس الإدارة ــ المدير العام للشركة، وإعادة انتخاب فؤاد فواز ومروان صالحة في عضوية مجلس الإدارة، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء مسيحيين.
وأوضحت أن حاكم مصرف لبنان كان قد قاد خلال الأسابيع الماضية مفاوضات بين القوى السياسية المعنية بانتخاب مجلس إدارة جديد لشركة طيران الشرق الأوسط. على هامش هذه المفاوضات، برزت معطيات متناقضة عن النتائج التي توصل إليها سلامة. تارة كان هناك طرح من "التيار الوطني الحرّ" بأن يُفصَل موقع رئيس مجلس إدارة الميدل إيست عن موقع المدير العام من أجل أن يكون أحدهما للمسيحيين. على أن يترافق ذلك مع تعديل، ولو جزئياً، في الصلاحيات. لكن رئيس الحكومة سعد الحريري رأى أن التخلّي عن هذا الموقع أمر غير مقبول. عندها ظهر طرح مختلف غير واضح المصدر، عن إمكان تخلّي الحريري عن الحوت، مقابل تسمية شخص من الطائفة السنية يوافق عليه "التيار الوطني الحرّ"، وأن يكون هذا الشخص هو نائب حاكم مصرف لبنان الثالث محمد بعاصيري.
وأوضحت أن الروايات توالت بشأن الحوت، ولا سيما أن "التيار الوطني الحرّ" كان قد افتتح المعركة بوجهه عندما وجّه وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا التويني كتاباً إلى الحوت، يطلب منه تزويده بتفاصيل ومستندات حول أكثر من 20 بنداً تشمل صفقات شراء الطائرات وسواها. الحوت رفض طلب التويني، فيما كان تحديد موعد للجمعية العمومية لشركة ميدل إيست أمراً متعذراً بسبب انشغال حاكم مصرف لبنان بمعركة تجديد ولايته، وبالتالي فإن المالك الأكبر للأسهم، أي مصرف لبنان، لم يكن متفرغاً لهذه المعركة، رغم أن موضوع الميدل إيست طرح أكثر من مرّة في اجتماعات مغلقة بين بعض وزراء التيار وسلامة.
وأشارت إلى أنه قبل أيام تقاطعت رواية واحدة بين مصادر مختلفة عن نضج التسوية في الجمعية المقبلة، القاضية بالتجديد للحوت ولكل من عضوي مجلس الإدارة فؤاد فواز ومروان صالحة. برّي لم يرَ مانعاً من تسمية فواز لولاية إضافية، فيما تردّد النائب وليد جنبلاط في تسمية صالحة قبل أن يعود ويحسم أمره. أما الحريري، فقد كان واضحاً منذ أشهر حين أبلغ سلامة ومن يهمه الأمر أنه يدعم بقاء الحوت في موقعي رئيس مجلس الإدارة والمدير العام.
وكشفت أن الساعات التي سبقت عقد الجمعية العمومية، شهدت حركة نشيطة في القصر الجمهوري بين الرئيس ميشال عون والفريق المكلّف التعامل مع هذا الملف. سرعان ما تبيّن أن التيار لم يوافق على التجديد للحوت، متمسكاً بحقه في التوصل إلى تفاهم يشمل رؤية شاملة لهذه الشركة. وبحسب مصادر مطلعة، إن "تكوين مجلس الإدارة سيكون تتويجاً للتفاهم على هذه النظرة التي أرادها الرئيس عون أن تكون شاملة لكل ما يتعلق بعمل الميدل إيست من الهيكلية إلى الإدارة والأسعار والخطوط والأسطول... الأمر لا يتعلق بتشكيلة مجلس الإدارة، وسواء أعيد انتخاب الحوت أو لا، فإن التفاهم مطلوب، وقد تبيّن أنه يتطلب وقتاً أطول". وتضيف المصادر العونية أن التجديد للحوت "ليس خيارنا، لكن هذه تركيبة البلد التي تفرض علينا التجديد لأشخاص، لكننا لن نقبل التجديد لواقع موجود وقائم بمباركتنا".