نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا بعنوان "سلطان أنقرة: اردوغان يستخدم ذكرى الانقلاب للتضييق على أعدائه ودعم سلطته"، مشيرة الى أن "احياء الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رُتبت بكل الأجواء التفاخرية والتلاعب والتهديد التي كان يقوم بها الحزب الشيوعي السوفيتي".
ورأت الصحيفة أن "اردوغان استخدم ذكرى الانقلاب ليجمع حوله أنصاره، وليخلق أسطورة سياسية عن "الشهداء" الذين سقطوا، وليبرر موجات الاعتقال التي قام بها العام الماضي، وليهدد ويتوعد في كلمته بـ "ضرب أعناق" مؤيدي الانقلاب"، مؤكدة أن "لا أحد يشكك في شجاعة الذين خرجوا للتصدي للانقلاب الذي لم تؤيده أي حكومة غربية، ولكن ما يقلق الغرب والكثيرين في تركيا حقا هو استخدام اردوغان لمحاولة الانقلاب لشن حملة على معارضيه وخصومه السياسيين".
وذكرت أنه "في خلال العام الماضي أُلقى القبض في تركيا على 150 الف شخص أو فصلوا من أعاملهم"، مشيرة الى أن "سلوك اردوغان المتوجس خيفة خلال العام الماضي قلل بصورة منتظمة من شعبيته مع الجميع فيما عدا أقرب الموالين له".
واعتبرت أن "اردوغان تسبب في غضب الولايات المتحدة بهجماته على الأكراد الذين يشاركون في التصدي لتنظيم الدولة، كما أقلق الناتو بإسقاط طائرة روسية، وأهان الزعماء الأوروبيين الذين يعتمد عليهم انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، حيث شبه قادة ألمانيا وهولندا بالنازيين"، لافتة الى أن "تركيا حليف حيوي للغرب، وعضو رئيسي في الناتو، وقوة اقتصادية كبيرة وقوة رئيسية في التصدي للتطرف"، مشيرة الى أن "الصعوبة الحقيقية التي يواجهها الغرب هي التعامل مع رجل يرى نفسه سلطانا وليس زعيما سياسيا".
