فجر اليوم أطلق "حزب الله" عملية عسكرية تستهدف تحرير جرود عرسال والقلمون، بعد فشل المفاوضات التي كانت تجري بشكل غير مباشر مع بعض الجماعات الإرهابية المتمركزة في الجرود، لا سيما جبهة "النصرة" أو هيئة "تحرير الشام"، إلا أن بعض الأوساط طرحت الكثير من علامات الإستفهام حول موقف تيار "المستقبل" من هذه العملية، حيث يمكن القول أن هناك ما يشبه "غض نظر"، طالما أن المعارك تدور في الجانب السوري من الحدود، بالرغم من الموقف الصادر عن وزير الدولة لشؤون النازحين معين مرعبي، الذي إتهم فيه الحزب بأنه "منبع الإرهاب هو ومن يحركه إيران".
في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن التحولات الدولية والإقليمية لعبت دوراً بارزاً على مستوى توقيت المعركة، حيث باتت الحرب على الإرهاب هدفاً لجميع اللاعبين، وتؤكد بأن هذا هو الوقت الأفضل لكي يتم التخلص من هذه البؤرة الإرهابية، لا سيما بعد أن كان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قد أكد، في خطابه الأخير، أنه لن يتحدث عن هذا الملف مرة أخرى.
وفي خفايا ما حصل في الأيام الماضية، تكشف مصادر متابعة لهذا الملف، عبر "النشرة"، أن رئيس الحكومة سعد الحريري كان قد طلب من قيادة الحزب إمهاله بعض الوقت من أجل الحديث مع الجانب التركي، بالرغم من أن الحكومة القطرية هي الجانب الأكثر تأثيراً على "النصرة"، مشيرة إلى أن التشاور مع أنقرة سببه التأزم في العلاقة بين الرياض والدوحة، وتلفت إلى أن الأمر كان مرهوناً بموعد مغادرة الحريري إلى العاصمة الأميركية واشنطن يوم غد السبت، إلا أنه عاد وأبلغ الحزب ما مفاده أنه لم يصل إلى أي نتيجة.
وفي حين تلمح بعض الأوساط إلى الزيارة الخاطفة التي قام بها الحريري، قبل أيام، إلى الرياض، حيث التقى ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، خصوصاً أن المملكة لن تمانع ضرب جهة محسوبة على الدوحة، توضح مصادر نيابية في كتلة "المستقبل" أن موقف التيار واضح ولا يحتاج إلى المزيد من التأكيد، فهو ضد تدخل "حزب الله" في الحرب السورية من الأساس، لكن ما يجري من الجانب السوري من الحدود لا علاقة له به، وتشير إلى أن ما يهم هو أن يتولى الجيش اللبناني وحده الدفاع عن الحدود اللبنانية وبلدة عرسال في حال حصل أي تسلل أو هجوم من جانب المسلحين.
من جانبها تعود المصادر المطلعة إلى التأكيد بأنه أثناء سير المعارك لن يكون هناك مواقف متشددة من أي فريق لبناني، لكنها تتوقع أن يكون هناك الكثير من الكلام بعد إنتهاء المعركة، لا سيما في ظل المعلومات عن إحتمال قيام الجماعات الإرهابية المتمركزة في الجرود بإستهداف مخيمات النازحين، ومن ثم إتهام الحزب والجيش اللبناني بالأمر.
على هذا الصعيد، تجدد المصادر نفسها التأكيد على أن دور الجيش سوف يقتصر على حماية الداخل اللبناني من أي تهديد، وهذا الأمر لا يمكن أن يحظى بمعارضة أي جهة بأي شكل من الأشكال، لا سيما أن الجميع يطالب منذ سنوات بأن يتولى وحده مسؤولية الدفاع عن الحدود اللبنانية.