للمسلمين السُنّة في مجلس الشورى الإسلامي (مجلس النواب) في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حضور يبلغ 20 نائباً من أصل 284 نائباً يشكّلون مجموع أعضاء هذا المجلس، وهم من مكوّنات عربية وكردية وتركمانية وبلوشية، ولهم وجود في السلك الديبلوماسي وفي إدارات الدولة وفي سلكَي الجيش والحرَس الثوري (الباسداران) ويطلبون الآن من رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني تمثيلهم في دائرة مساعديه خلال ولايته الجديدة لأنّهم كانوا موجودين في هذه الدائرة سابقاً، فضلاً عن تمثيلهم في الحكومة.
على هامش جلسة للبرلمان الإيراني، وعلى وقعِ أصوات النواب المتداخلين فيها والتي كانت تتردّد أصداؤها خارج القاعة الواسعة والملفِتة بهندستها المعمارية وتقنياتها الصوتية والإلكترونية، كان هذا الحوار المقتضَب مع النائب منصور مرادي ممثّل أهل السنّة الكرد وغيرهم عن مدينتي «مريوان» و»سارف أباد» في شمال غرب إيران المحاذيتين للعراق.
سُئل مرادي هل يمثّل أهل السنّة أم الأكراد في البرلمان الإيراني، فأجاب: «كوني من قومية الكرد، ومذهبي هو مذهب اهل السنّة وأعتبر نفسي ممثّلاً لجيمع الاكراد ولأهل السنّة، وكذلك لجميع الايرانيين في كلّ الشؤون الوطنية والدولية».
ويضيف أنّ انتماءَه الى المذهب السنّي لا يشكّل له أيَّ حرَج في ظلّ وجود اكثرية نيابية ساحقة في البرلمان الايراني تنتمي الى المذهب الشيعي، ويقول: «كوني نائباً في مجلس الشورى، فحسبَ الدستور أنّ النائب يمثّل جميع الايرانيين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم، صحيح أنّني كردي ومن اهل السنّة، ولكن حين تُسَنّ القوانين في مجلس الشورى إنّما نسنّها لجميع الايرانيين.
ونحن في إيران ليس لدينا أيُّ حرَج في أن يكون الشخص سنّياً أو شيعياً، ولكن في صفوف السنّة والشيعة يوجد اشخاص متطرّفون، وفي النهاية القرار للأكثرية الذين هم من الشيعة وأهل السنّة».
وعندما سئلَ مرادي عن عدد المواطنين الايرانيين من اهل السنّة في ايران، أجاب: «لا توجد إحصائية دقيقة، ولكن ما اعرفه هو انّ سبعة ملايين مواطن ايراني كردي صوّتوا للرئيس الشيخ حسن روحاني، كما أنّ غالبية اهلِ السنّة في ايران صوّتوا لمصلحة الرئيس روحاني، وفي محافظة كردستان إيران صوّت له ما نسبته 73 في المئة وكانت هذه المحافظة الأولى بين المحافظات الايرانية من حيث نسبة المشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة».
وسئلَ مرادي عن موقف اهل السنّة الايرانيين من كرد وقوميات اخرى من ولاية الفقيه في ايران، فأجاب: «غالبية النسيج الايراني هي غالبية شيعية، لكنّ اهلَ السنّة لديهم مذاهبُهم، ومرشد الثورة السيّد علي خامنئي يصرّ على عدم الخلاف بين السنّة والشيعة، ورئاسة الجمهورية تتّخذ الموقف نفسَه، ولم يَحصل ايُّ احتكاك بين السنّة والشيعة لأنّ اهلَ السنّة في ايران يؤيّدون ولاية الفقيه».
وقيل لمرادي انّ البعض يصف المواطنين السنّة في ايران بأنّهم «مواطنون من الدرجة الثانية» في ظلّ النظام القائم، فردَّ قائلاً: «أنا أقول هنا ما يَرِد على لسان مرشد الثورة ورئيس الجمهورية وجميع المسؤولين، إنّ المواطنين في ايران سواسية ولا يوجد بينهم مواطن من الدرجة الثانية، فجميع الايرانيين سنّةً وشيعة وغيرهم يحصلون على الامتيازات نفسِها».
وهل لأهل السنّة مساجدُهم في ايران؟ وهل صحيح أنّ الدولة لا تبني مساجد لأهل السنّة؟ أجاب مرادي: «إنّ بناء المساجد يتمّ عادةً بمبادرة مواطنين وليس بواسطة الحكومة، ليس لدينا في طهران مساجد خاصة، ولكن في كلّ تجَمُّع سكّاني لأهل السنّة في طهران يوجد مكان خاص لإقامة الصلاة».
ويشير مرادي الى «أنّ عدد اهل السنّة في ايران يبلغ سبعة ملايين نسمة ولديهم موظفون في الدولة في مختلف الحقول ومنهم سفير إيران في كمبوديا وهو الدكتور كمال اديبي، كذلك يوجدون في سلكَي الجيش والحرس الثوري (الباسدران) وبينهم من هم برتبة جنرال».
ويؤكّد «أنّ اهل السنّة طلبوا من الرئيس روحاني ان يتمثّلوا بشخصية في دائرة مساعديه، لأنّه في السنوات الماضية كان هناك من يمثّلهم في هذه الدائرة».
وردّاً على سؤال هل يؤيّد أكراد إيران الاستفتاءَ الذي ينوي أكراد العراق إجراءَه حول موضوع استقلالهم؟ أجاب مرادي: «أنا شخصياً لا أوافق على هذا الاستفتاء لأنّني أعلم أنّ الأكراد، حتى ولو أعلنوا الاستقلال، فإنّهم سيواجهون مشكلات كثيرة».