تقدمت اربعة ملفات فلسطينية على الساحة اللبنانية مترابطة بشكل مباشر او بآخر لجهة تحصين أمن المخيمات، وتعزيز التعاون مع القوى اللبنانية والتضامن مع المرابطين في الاقصى ضد إقفاله والاعتداءات الاسرائيليّة، على وقع الاحتجاج الشعبي اللبناني على اقرار سلسلة الرتب والرواتب، والمعركة العسكرية الضارية التي يخوضها "حزب الله" والجيش السوري على سلسلة لبنان الشرقية لتحرير جرود عرسال من الارهابيين وسدّ النوافذ على أي مخاطر قد تطال لبنان مستقبلا.
تحصين الامن
أولى الملفات، الهدوء الامني في مخيم عين الحلوة واستبعاد أي توتير على خلفية المعارك الجارية في جرود عرسال لعدة اسباب، اولها الموقف الفلسطيني الموحد بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية، وبالتالي النأي بالنفس وقطع الطريق على اي محاولة لزج المخيم او استدراجه الى اتون اي اقتتال او فتنة، وثانيها عدم ظهور أي مؤشرات او تحركات غير طبيعية تثير القلق، ناهيك عن الاتصالات الفلسطينية التي جرت بين مختلف الاطراف للانتباه والالتزام بهذا الموقف، وثالثها التنسيق الفلسطيني اللبناني لمتابعة اي معلومة قد تطرأ.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان الجيش اللبناني اتخذ اجراءات احترازية على حواجزه العسكرية ودقق في هويات المارة واوراق السيارات وشدد من تفتيش الداخلين والخارجين الى المخيم، في وقت تابعت القوى الفلسطينية تحركات بعض الناشطين الاسلاميين خشية القيام باي عمل يعيد خلط الاوراق، وقد جرت اتصالات بعيدة عن الاضواء للتأكيد على الموقف الفلسطيني الموحد، في عدم التدخل في الشؤون اللبنانية والوقوف على الحياد الايجابي، وعدم افساح المجال امام اي محاولة لزج المخيم او استدراجه الى اتون اي اقتتال او فتنة على خلفية تطورات الجارية في جرود عرسال وسوريا والعراق والقضاء على التنظيمات الارهابية.
نصرة الاقصى
ثاني الملفات، الهبّة السياسية والشعبية لنصرة للاقصى وقرار اسرائيل اقفاله وتركيب بوابات الكترونية للدخول اليه وهو ما رفضه المرابطون هناك، فانطلقت في المدن اللبنانية ومختلف المخيمات الفلسطينية مسيرات دعم وتأييد وغضب، من اقصى الشمال الى الجنوب وصولا الى الحدود الدولية، هتف المشاركون فيها "لبيك يا اقصى من لبنان".
واشارت مصادر فلسطينية لـ"النشرة" ان هذا الحراك اعاد توجيه البوصلة نحو فلسطين، على قاعدة ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب والمسلمين وان الشعب الفلسطيني معني بالدفاع عن حقوقه وكرامة مقدساته، ومنع التعدي عليها ولو كلف ذلك الدماء والتضحيات، والاهم من ذلك ان الشعب الفلسطين واحد في الداخل والخارج.
زيارة الاحمد
ثالث الملفات، زيارة عضو "اللجنة المركزية" لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد الاحمد الى لبنان والتي استمرت خمسة ايام متتالية، وقد كانت حافلة باللقاءات والاجتماعات اللبنانية والفلسطينية وابرزها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي سلمه رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن"، الذي جدد "تقدير القيادة الفلسطينية للرعاية التي يلقاها أبناء الشعب الفلسطيني من الشعب اللبناني"، ولمواقف الرئيس عون من القضية الفلسطينية.
وابلغت مصادر فلسطينية "النشرة"، ان الاحمد سمع هذه المرة كلاما قاسيًا من بعض المسؤولين اللبنانيين حول "ترهّل" حركة "فتح" وتراجع دورها خلافا للمرات السابقة حيث المديح والثناء على التعاون والتنسيق، ما ازعجه ودفعه الى عقد سلسلة من الاجتماعات الفتحاوية السياسية والعسكرية التنظيمة بهدف اعادة "شد الحبال" وتصحيح الثغرات التي سمعها.
فيما دعا الاحمد قيادتي حركة فتح السياسية والعسكرية في لبنان، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في اللقاءات الفردية والثنائية والجماعية لضرورة الحفاظ على الاطر الفلسطينية وتعزيز التعاون والتنسيق للجهود المشتركة اللبنانية الفلسطينية من اجل المحافظة على امن المخيمات واستقرارها، باعتبار ذلك جزءا لا يتجزأ من أمن لبنان واستقراره والسلم الاهلي فيه.
والتقى الاحمد، برفقة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي ابو العردات، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، النائب بهية الحريري، قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ومدير المخابرات العميد الركن طوني منصور، المدير العام لمديرية أمن الدولة في لبنان اللواء طوني صليبا، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، قبل ان يزور مقر ادارة مشروع التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان. كما التقى عددا من المسؤولين الفلسطينيين.
وعلمت "النشرة"، ان الاحمد تمنى على بري، التدخل لدى بعض القوى الفلسطينية لتقريب وجهات النظر من اجل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، وهو أبلغ قادة الفصائل الفلسطينية هذه المساعي وعلى الاتصالات الجارية لعقده في اسرع وقت، انسجاماً مع قرارات اللجنة التحضيرية التي عقدت في بيروت بداية هذا العام، واهمية ذلك لتفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لتكون اكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
رؤية موحدة
رابع الملفات، اطلاق "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني" "رؤية لبنانية موحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان"، وتكتسب اهمية خاصة كونها تأتي خطوة ميدانية للتعامل مع الوجود الفلسطيني بنظرة سياسية واجتماعية وانسانية مشتركة، بعدما كانت محصورة أمنيا فقط، وذلك ترجمة لقناعة ان ابقاء الفلسطيني محروم من ابسط حقوقه يساعد على التطرف، وبالتالي فان منحه جانبا من حقوقه الانسانية، يعزز الامن والاستقرار في المخيمات والجوار اللبناني، وهذا ما هو المطلوب حاليا في ظل المحاولات الحثيثة لزجها او لاستدراجها في اتون الخلافات والصراعات المحلية والاقليمية.
وتأتي هذه الخطوة، بعد اطلاق المرحلة الميدانية الثانية من مشروع التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان الذي تشرف عليه لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بالشراكة مع جهازي الاحصاء اللبناني.