أفادت مصادر عملت في الكواليس تحضيرا لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لواشنطن وعلى صلة وثيقة مع الادارة الاميركية لصحيفة "الجمهورية" ان هناك ثلاثة مشاريع قوانين في شأن العقوبات على حزب الله تنوي الادارة الاميركية تقديم اثنين منها الى مجلس النواب والثالث الى مجلس الشيوخ وقد اعطيت هذه المشاريع صفة العاجل قبيل زيارة الحريري لواشنطن وذلك بعدما اشبعت درساً تجنبا لادخال اي تعديل عليها خلال الزيارة ولاقرارها في أقصى سرعة.
وكشفت هذه المصادر ان مشاريع القوانين هذه لم تتضمن اي اشارة مباشرة الى الجهات المتعاونة مع حزب الله مثل حركة "امل" و"التيار الوطني الحر"، بل اكتفت بعبارة "كل من يتعاون ويقدم له المساعدة معرض للعقوبات" من دون ذكر اسماء، في اشارة الى النية في تحييد المؤسسات اللبنانية.
ولفتت المصادر الى ان هذا التعديل تم نتيجة جهود لبنانية بذلت عبر القنوات الدبلوماسية ومن خلال الوفود النيابية التي زارت العاصمة الاميركية بغية تخفيف الاضرار الاقتصادية والسياسية لهذه المشاريع.
أما في شأن المساعدات الاميركية العسكرية للجيش اللبناني فهي مستمرة، بحسب المصادر، لكن ترجمتها قيد البحث، ففي حين طلب البيت الابيض تخفيض المساعدات في موازنة الدولة بنسبة 30% وفي الوقت الذي يتجه الكونغرس الى مزيد من التخفيض، وفيما وزارة الخارجية لم تلحظ اي مساعدة للجيش اللبناني في موازنتها، يتوقع ان يعوض البنتاغون هذا التخفيض كونه يملك صلاحية التصرف بموازنته الخاصة ومساعدة الدول المصنفة صديقة وتحتاج قواتها المسلحة الى دعم لبسط سلطة الدولة على اراضيها ولبنان من بينها منذ عهد بوش الابن، علما ان الضغط لتخفيض المساعدات للجيش اللبناني قابله زيادة في المساعدات المخصصة لقوى الامن الداخلي بحيث ارتفعت من 10 ملايين الى 19 مليون دولار.
في الزيارة ايضا ملف لا يقل اهمية هو المساعدات الاقتصادية ومشاريع انمائية قد يطلب الحريري دعمها في اطار مساعدة لبنان على تحمل اعباء النازحين السوريين، علما ان لبنان هو اكثر دولة مستفيدة من المساعدات الاميركية في ملف النازحين وقد بلغت ملياراً ونصف مليار دولار. وسيطلب الحريري زيادة هذا الدعم في اطار قروض ومساعدات.
اما الموضوع الاكثر سخونة الذي سيثار في المحادثات بالتزامن مع معركة عرسال فهو دور حزب الله حيث يرفض الاميركيون اي تنسيق بينه وبين الجيش اللبناني وقد ابلغت القنوات المعنية بهذا الامر سراً، خصوصا انه على اثر زيارة ضباط من الجيش لمعلم مليتا فإن ثلاثة من اعضاء الكونغرس حاولوا استثمار هذه الزيارة فقدموا اقتراحات بتجميد المساعدات الاميركية للجيش ما يعكس الاهتمام الاميركي الكبير بتحجيم دور حزب الله في الداخل والضغط في هذا الاتجاه.