إعتبر رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى ان جرود عرسال كانت ضمن خطة حزب الله منذ البداية، واذا أُبعد تنظيمي "النصرة" و"داعش" عن الحدود وأُمّنت الاراضي اللبنانية ومخيمات النازحين فهذا "افضل شيء"، ورأى ان اهم ما في القتال هو تأمين أمن عرسال والاراضي اللبنانية وأمن مخيمات النازحين.
وفي لقاء موسّع وشامل مع رابطة خريجي الاعلام حضرته "النشرة"، تحدّث جنبلاط عن سير المعارك وأشار الى انه يبدو ان الوساطات لم تنفع لاجلاء المسلحين دون معارك عن الجرود الى مناطق اخرى، ما دفع الامور بإتجاه المعركة، وحيّا في السياق المفاوض الذي قتل في جرود عرسال احمد الفليطي. ولفت بالمقابل الى انه ضد عودة النازحين الى سوريا بأي ثمن لان كل النازحين الذين هُجِّروا بيوتهم مهدمة، وأيّد كلام رئيس الجمهورية ميشال عون عن وقف الاحقاد بين الشعبين اللبناني والسوري، وأهميّة وقف الحملات التحريضية البغيضة.
وحول التطورات الجديدة في النزاع السوري والموقف الاميركي منها، أكّد جنبلاط ان الولايات المتحدة الأميركيّة لم تدعم المعارضة السورية منذ بداية الازمة الا بطريقة جزئية، وقتها كان لا يزال هناك جيش حر وبعض الكتائب المقاتلة ضد النظام قبل دخول جبهة النصرة وتنظيم داعش على خط القتال، كما ان السلاح النوعي لم يُسَلَّم الى المعارضين لا سيما السلاح المضاد للطائرات، وفي وقت لاحق ادخلت بعض الدول العربية كل الادوات التخريبية من مقاتلين وسلاح الى سوريا حيث عاثوا فيها فسادا. ويلفت ساخرا الى مشروع التدريب الاميركي للمقاتلين السوريين والذي كلف 500 مليون دولار وتم تخريج 4 مقاتلين عبره.
وفي الشأن السياسي الداخلي، بدأ جنبلاط حديثه عن الموازنة التي يعتبرها "الاهم"، ومن دونها لا انتظام في مؤسسات الدولة، اذ يبقى كل وزير يصرف على هواه، والان هي عالقة بسبب ملف قطع الحساب، مؤيّدًا موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري وضد طرح تعليق بند بالدستور لاقرار الموازنة، لان هذا الموضوع يفتح مجالا للاجتهاد ولامور اخرى لا تحمد عقباها. وشدد على ان الهدر في مؤسسات ومرافق الدولة هو المرض الاساسي، معتبرا ان اي اصلاح لم يحدث منذ اتفاق الطائف، ما خلا الاصلاح الذي قام به رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في وزارة الاعلام و"الميدل ايست" عام 1999، وكان اصلاحا ناجحا وشاهدنا الفرق عبره.
وحول الخطة الانقاذية التي تم اقرارها في قصر بعبدا، اكتفى جنبلاط بالقول "لم اكن حاضرا في اللقاء". ورأى ان بداية العهد كانت بطيئة بسبب الالتهاء والمناكفات حول قانون الانتخاب "الغريب العجيب"، واليوم اهم بند على جدول الاعمال يجب ان يكون اصلاح الفساد، ونحن في هذا الموضوع في حلقة مفرغة بسبب كبار القوم، مشيدا في السياق بقانون توحيد الصناديق الذي اقر في قانون سلسلة الرتب والرواتب رغم اعتراض القضاة عليه، داعيا الى امرار جميع المناقصات على دائرة المناقصات وغيرها من الامور الاصلاحية. وإذ رأى جنبلاط الى ان مصالح اصحاب الاملاك البحرية اقوى من الدولة، والتعديات تبدأ من سوليدير وتنتهي شمالا، لفت الى انه تم اقرار السلسة لاسباب انتخابية.
وفي سياق الحديث عن مجلس الشيوخ، أوضح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي انه لم يطالب به، لان هذا الموضوع مرتبط بإلغاء الطائفية السياسية، وكاد هذا الامر يتحوّل الى مادة للسجال الطائفي بين الارثوذكس والدروز وهذا ما لا نريده.
وعن قانون الانتخاب القائم على النسبيّة الذي تم اقراره، شدد على انه تم افراغه من مضمونه، وقد اخترعنا قانون غير النسبي عبر الصوت التفضيلي وهو قريب للارثوذكسي حين تنتخب كل طائفة مرشّحها المفضل في اللائحة، معتبرا ان النسبيّة تتطلب احزابا سياسية وهذا غير موجود في لبنان.
وبالنسبة الى مستقبله السياسي يجزم جنبلاط انه ذاهب الى التقاعد، وانه يعمل لتأمين الطريق لنجله تيمور لاستلام الدفة من بعده واخر هذه الاجراءات السفر الى روسيا، الّذي شدّد على ان العلاقة معها قديمة منذ اكثر من 50 سنة أيّام والده كمال جنبلاط، واصفا الروس بالأوفياء، "وتعرف اين تسير معهم لان خطهم واضح"، وكشف ما حصل معه خلال لقاء له ووزير الخارجية سيرغي لافروف معترفًا له انه اساء له بالشخصي، فسأله لافروف ممازحا "هل هذا صحيح"؟. وعن التشكيلات الدبلوماسية أكّد ان المزاعم عن مطالب روسية بإبدال السفير الدرزي بسفير من طائفة الروم ما هي الا اختراعات داخلية من بعض الجهات الرسمية والكنسيّة، لافتا الى ان التعيينات الدبلوماسية "محاصصة" بين الافرقاء، الا انه يعتبر ان كارولين زيادة وكارلا جبارة لم تأخذا حقهما في التعيينات لانهما من فريق 14 اذار، بالمقابل هناك بعض النساء المعيّنات كفوءات.
وعند الحديث عن النفايات والازمة في منطقة الشوف، أوضح رئيس اللقاء الديمقراطي الى أن المتعهد من آل معوض والذي كلفته الحكومة ومجلس الانماء والاعمار بالكنس واللمّ، لم يقم بواجبه حتى الساعة، ويجب سؤال الحكومة والانماء والاعمار عن التقصير في الموضوع.
ولفت الى اهمية زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن لاادة تقييم الأمور، خصوصًا بعد الحديث عن اعادة النظر سلبًا بالمساعدات الاميركية للجيش، مع الاشارة الى ان الجيش اللبناني يعتبر رابع او خامس جيش في العالم من حيث ترتيب المساعدات الاميركيّة، مع وجود ملف اخر وهو قضية العقوبات الاميركية.
وبالحديث عن فلسطين، تكلّم جنبلاط بحسرة عن واقع حال الشعب الفلسطيني المحتلّ منذ 48 سنة، عدا موضوع اللاجئين الفلسطينيين الّذي يُعتبر من اقدم قضايا الاحتلال والاستيطان في التاريخ، وقال "هناك تخلٍّ عن فلسطين وقضيتها تحت شعار محاربة الارهاب، الا انه يؤكد ان الشعب العربي لن ينسى فلسطين".
وبالنسبة الى الازمة الخليجية، أكّد جنبلاط تأييده لامير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح في الوساطة لحل الازمة، مشيدا بحكمته في ادارة الامور، معتبرا ان مجلس التعاون الخليجي هو اخر ما تبقى من التضامن العربي، متخوفا في السياق من انتقال الازمة الى منظمة "اوبيك"، معتبرا ان الشيخ الصباح من اكثر العقلاء.