أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان نتائج معارك جرود عرسال ستكون ايجابية على لبنان بمعنى أنّ مجموعة القرى الحدودية سترتاح من التنظيمات الارهابية، كما انه سيخفّ كثيرا احتمال خرق مخيّمات النازحين السوريين من قبل التكفيريين، كما ان الحدود ستصبح هادئة وكل ما يستتبع ذلك من استقرار في المنطقة، ولكن ليس هذا هو السبب الرئيس للمعركة والا كانت اولى معارك حزب الله، معتبرا ان معركة الجرود شبيهة بمعركة الرقّة وحلب وتدمر وغيرها من الجبهات، وهي تأتي في السياق الطبيعي للمعركة وليس بإطار إراحة رأس بعلبك والقاع، ونأمل ان تكون هذه المعركة آخر معارك حزب الله.
جعجع وفي سياق حديثه عن دور الجيش مع رابطة خريجي الاعلام بحضور مرشحي القوات المعلنين للانتخابات النيابية وعدد من الكوادر الحزبية والاعلامية، أشار الى استراتيجية دفاعية ينفذها الجيش اللبناني في الجرود منذ 3 سنوات تقوم على عزل الارهابيين ومنع تمددهم الى المناطق اللبنانية، وقد نجحت هذه الاستراتيجية في حصرهم وتقليل عددهم من 3000 مقاتل منذ 3 سنوات الى الف مقاتل قبل بدء المعركة الاخيرة في الجرود. والمهم في الاستراتيجية هو ردّ الشر عن لبنان وعدم الدخول بمعركة مكلفة، مؤكدا ان الخلاص من الجيوب الارهابية يريح البقاع ولكن هدفنا قيام دولة فعلية في لبنان، لا يكون على جوانبها مجموعات مسلّحة تسبب خسائر استراتيجية للبنان. ويلفت الى الهجوم غير المبرر منذ اسبوعين لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على دول الخليج ومن دون مقدمات، مشيرا الى انعكاساته المباشرة على وقف الاستثمارات، معتبرا ان قتال حزب الله في سوريا ورّطنا في ازمات كبيرة اخرها العقوبات الاميركية، كما ان هناك خسائر يومية نتيجة تصرفات حزب الله، وآخرها الرسالة الرسمية التي وجهتها الحكومة الكويتيّة الى نظيرتها اللبنانية نتيجة ارتباط حزب الله وايران بالمجموعة الارهابية التي تم ضبطها بالكويت.
الملف الثاني الذي طرحه جعجع كان تقرير دائرة المناقصات، فلفت الى عدم التزام مؤسسة كهرباء لبنان بالنظام المالي لقانون المحاسبة العمومية كما ان هناك مخالفات قانونية، ولذلك تم رفض فتح المناقصة الخاصة بها، واعتبر ان ردّ مناقصة شركة الكهرباء انتصار كبير للعهد والحكومة، وبهكذا خطوات تعاد الثقة المفقودة الى الدولة، مشددا على ضرورة الانتهاء من الارث الثقيل في الفساد بأقصر وقت ممكن، ونحن طرحنا موضوع شركة الكهرباء من هذا الاطار، وليس على اساس الخلاف مع تيار المستقبل او التيار الوطني الحر، موضحا ان العلاقة جيدة مع الفريقين.
والنقطة الثالثة التي تحدث عنها جعجع كانت ملف النازحين، مشيرا الى ان هناك من اقتنع مع الوقت ان لا يوجد سيادة للدولة اللبنانية على اراضيها، كما ان هناك من لم يقتنع ان الانتخابات الرئاسية والامن في لبنان هو قرار داخلي لبناني صنع في لبنان، مؤكدا ان لبنان دولة قائمة ولدينا سيادة والقرار حول النازحين السوريين هو محض لبناني داخلي ولا شأن للمجتمع الدولي او السفراء او غيرهم به، مع احترامنا للجميع، واليوم وقت اخذ القرار المطلوب وهو عودة النازحين الى سوريا لاسباب عدة، منها داخلية لبنانية، واخرى نظرا لتطورات الوضع في سوريا، موضحا ان لبنان تعب من النزوح السوري كما تعبت البنى التحتية والموازنة ولم يعد هناك فرص عمل، وبعد 4 سنوات تدخل الازمة السورية عامها العاشر، ما يعني نشوء جيل سوري كامل في لبنان. وشدد جعجع في الوقت عينه على رفضه التعامل غير الاخلاقي مع النازحين، ولفت في السياق الى التجييش الذي قام به مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون للنازحين ضد الدولة اللبنانية، كما تجييش بعض الفئات المعارضة، ورأى الى ان هذا التجييش اعتمده نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد في لبنان بين الفئات اللبنانية والفلسطينية ايام الحرب اللبنانية.
وإذ لفت جعجع الى اننا وصلنا الى مرحلة دقيقة في ملف النزوح، وامكانية نشوء خلايا ارهابية بين النازحين قائم، أكّد أن عودتهم تقوم على عدة معطيات خارجية ايضا، منها انه بعد عدة اسابيع سيستقر الوضع على شيء ما في سوريا يشبه خطوط التماس في لبنان، تقسم الى مناطق تخفيف التصعيد ومناطق آمنة وما شابه، والمناطق الامنة في سوريا اكبر من مساحة لبنان على عدة مرات، لا سيما في الجنوب السوري حيث القوات الاميركية والاردنيّة ووجود قوات الشرطة الروسية، كما ان هناك مناطق في الشمال ومناطق العلويين ودمشق، وسيكون هناك مناطق شاسعة جدا بعد تحرير الرقّة، ولذلك لا مبرر لبقاء النازحين في لبنان، مع التأكيد انه لا يريد رميهم في التهلكة، مشيرا الى وجود خطّة كاملة للقوات حول النزوح ستقدمها للحكومة ولم تلقَ اعتراضات من الافرقاء الاساسيين، ونحن بإنتظار اخذ الموافقة والبدء بتنفيذها، واول خطوة فيها اعادة النازحين الموالين للنظام الى مناطق سيطرته، داعيا ايّاهم للزحف الى دمشق كما زحفوا يوم الانتخابات الرئاسيّة السوريّة، مؤكدا في السياق أن لا حاجة للتنسيق مع الحكومة السوريّة او المفاوضات معها بشأنهم.
وحول الحديث انه لن يعود لاجئ واحد من دون التنسيق مع النظام السوري، أكّد جعجع بالمقابل انه "لن يعود لاجئ واحد الى سوريا بالتنسيق مع النظام". واوضح ان الاتصال يجب ان يكون مع الدول التي لها نفوذ على الارض في سوريا، كما الاتصال مع الامم المتحدة لفتح طريق للنازحين المعارضين الى مناطق سيطرة المعارضة، معتبرا ان الرئيس بشار الاشد هو صورة لا اكثر يمكن ان يستمر 5 سنوات واكثر، بينما السيطرة الفعلية هي للايرانيين والروس وحزب الله، واذا انسحب 500 مقاتل من الحزب يسقط النظام السوري.
على صعيد مختلف، ومع ان رئيس حزب القوات اللبنانيّة يأمل بالوصول الى حلول للأزمة الخليجيّة الا أنّه استبعده على المدى المنظور.
وردا على سؤال حول تصريح مسؤول ايراني كبير بإنفتاحه على جميع الافرقاء اللبنانيين وان لا فيتو على التواصل مع جعجع، اكد ان اي موقف ايجابي من ايران يُجابه بإيجابية، لافتا الى انه لدينا مشكلة مع بعض السياسات الايرانية تجاه لبنان.
وحول دور حزب الله في مقاومة اسرائيل، دعا جعجع الى اجراء عملية حسابيّة الى عدد الخروقات الاسرائيليّة منذ عام 1948 وبعد التحرير وحرب تموز 2006، لافتا الى انها زادت مع وجود الحزب، بالمقابل يقرّ بغطاء أحقيّة لحزب الله في تحرير جنوب لبنان، ولكن الحزب مشروعه اكبر من لبنان ويفكر على صعيد الامة، وهو ليس تابع لايران بل جزء من المشروع الإسلامي في المنطقة، ولذلك ذهب الى سوريا واليمن والعراق، ولو كان حزب الله حزب سيادة لكانت الازمة معه سهلة، ولكن مشروعه كبير على صعيد المنطقة والعالم، وهناك معضلة وطنيّة في موضوع السيادة، وكل الآراء الوطنية يجب ان تكون تحتها، مع العلم اني ضد شَيْطَنَة حزب الله، ونحن نتفق معهم في بعض الملفات الحكومية ولكن منطق الدولة لا يقبل التأويل.
وشدد جعجع على ان القوات مسؤولة عن العهد كما التيار الوطني الحر، ونريده ان يكون عهد الانجازات، على الرغم انه لا يوجد اتفاق على كل شيء مع التيار ولدينا بعض الملاحظات التقنية على الاداء الحكومي، ومنها ارسال التشكيلات الدبلوماسبة قبل 10 ساعات فقط من جلسة الحكومة، مع العلم اننا راضون عن التشكيلات.
وفي ملف الانتخابات النيابية، أكد جعجع بحضور المرشحين ان القوات تدرس قانون الانتخابات بالتفصيل وهي تعمل على دراسة كل دائرة بدائرتها، وقد بدأنا بإعلان مرشّحنا في دائرة بعلبك الهرمل، كما ندرس الخيارات لتحديد قناعاتنا السياسية والتحالفات التي سنختارها ولا مسايرة لاحد في الموضوع، وقد توصلنا انه في بعض الدوائر من الافضل الترشح بلوائح منفردة، ونحن على تنسيق دائم بموضوع الانتخابات مع التيار الوطني الحر والمستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، معتبرا ان من يتحدث عن المعركة الرئاسيّة اليوم يستبق الاحداث كثيرا.
وفي سياق الحدث عن الانتخابات، لفت جعجع الى ان العلاقة الوحيدة غير الطبيعية هي مع المردة، ونحن عملنا على ان تكون كذلك واليوم هناك تنسيق بين الحزبين، وهذا ما حصل في موضوع احتفال القوّات في إهدن لأوّل مرة، حيث جرى بالتنسيق مع المردة، كما انه للبحث في قانون الانتخابات والتحالفات معهم صلة. بالمقابل اتخذت الكتائب طريقا في المعارضة، وهي ترى مصلحتها بالمعارضة الدائمة، والتواصل معها موجود، والعلاقة مع رئيس الكتائب سامي الجميل عادية.