أكد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بشكل قاطع انه لن يترشح للانتخابات النيابية المقبلة، معبّرًا عن قناعة ان لا دور لكل الشخصيات السياسية في لبنان بعد ان اقتصرت الحياة السياسية على 4-5 اشخاص في البلد، وشدد بالمقابل على ان بابه سيبقى مفتوحا ولن يتوقّف عن خدمة الناس حتى ولو كان خارج سدة البرلمان. وأوضح ان امر عدم ترشحه ليس بجديد وهو اعلن ذلك منذ 9 سنوات الا ان التمديد أخّر اعتزاله السياسة، مشيرا الى انه يقسم حياته الى 4 اجزاء، الاول كان في المدرسة، والثاني كان للعمل، والثالث للحياة السياسية وخدمة الناس والجزء الاخير هو لراحته النفسية وحياته الخاصة.
مكاري وفي حديث لرابطة خريجي الاعلام بحضور "النشرة"، جدد القول على انه لن يشارك في الانتخابات النيابية لا ترشحا ولا ترشيحا وسيكون مجرّد ناخب عادي، وحول توجه قاعدته الشعبيّة اكد ان كل الخيارات مفتوحة وهي بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات سمير جعجع، وانه سيقترع بحسب قناعته السياسية والشخصية ولحينها يحسم الموقف.
وإذ اعتبر ان قانون الانتخابات سهل على الناخب كما ان النتائج تصدر بسرعة نظرا للتقنيات الحديثة، راى أن القانون صعب على المرشح وعلى من يشكل اللوائح لان الامور اصبحت معقدة اكثر، مشيرا الى انه من الممكن ان تكون مصلحة المرشح القوي مع المرشح الضعيف لا مع المرشح القوي الآخر في الدائرة، ولذلك الحسابات في هذه الانتخابات مختلفة وكل يحسبها من مصلحته السياسية. ولفت ان صعوبة النسبية على الناخب هي بسبب حساسية بعض الناخبين تجاه بعض المرشحين الموجودين على اللائحة التي يريد انتخابها وهذه هي ضريبتها، متوقعا ألاّ يتم العمل بهذا القانون لاكثر من دورة واحدة.
واعتبر نائب رئيس مجلس النواب ان الفريق الشيعي لا يتأثر على الصعيد السياسي في قانون الانتخاب، بينما سيحصل بعض الخروقات في عدد من الدوائر مع باقي الطوائف، لان الفريق الشيعي يستطيع توجيه ناخبيه بشكل افضل، وهذا القانون يحسّن التمثيل بشكل عام ولكن ليس بشكل كامل، موضحًا التأكيد ان التحالف الشيعي يستطيع ان يوصل الى البرلمان نواب سنّة معارضين لتوجهات تيار المستقبل، بالمقابل سيخسر الأخير الى درجة ما في هذا القانون. ورأى مكاري ان الصوت التفضيلي على اساس القضاء اسلم لان الناخب يعرف مرشحيه، وعلى الصعيد الشخصي يفضل قانون "one man one vote"، ولكن الموضة اليوم في البلد هي موضة النسبية التي ستنتج اقطابا في المجلس النيابي. وأشار الى ان الانتخابات لن تغير كثيرا في موازين القوى السياسية، ولن تؤثر بشكل كبير على الانتخابات الرئاسية المقبلة لانها تحتاج الى الثلثين، وهذا ما لا يستطيع أيّ فريق تحقيقه في الندوة البرلمانية في الظروف الراهنة.
وحول التشكيلات الدبلوماسية، أكد ان رئيس الحكومة سعد الحريري خذله فيها، وهي "القشة التي قسمت ظهر البعير" في العلاقة، مشيرا الى وجود تهميش ارثوذكسي منذ عام 2000 في معظم الفئات الاساسية في البلد، مع العلم اننا رابعة طائفة في البلد، ولدينا 11 بالمئة من حصص الوظائف في الدولة، ولكن الوظائف فئات ونحن لم يعد لدينا اي مركز رئيسي فيها. ولفت الى انه لا يوجد زعامات ارثوذكسية كما في باقي الطوائف بل تفاهم بين عدد من الشخصيات، على الرغم من محاولاتنا جمع الشخصيات في الطائفة ولم ننجح في ذلك، والوزراء الموجودون والشخصيات الارثوذكسية لا رأي منفصل لهم بعيدا عن المرجعيات التي يتبعون لها، كما انه في التعيينات الاخيرة العسكرية والدبلوماسية لم يؤخذ بعين الاعتبار حصة الطائفة.
وحول الجهود التي يبذلها العهد الجديد لتحصيل حقوق المسيحيين، لفت الى انه يحاول ذلك ولكن الظاهر ان الارثوذكسي ليس من ضمن خطته، موضحا ان الرئيس ميشال عون جاء بعنوان عريض هو اعادة الحق للمسيحيين، وهذا الحق يجب ان يشمل الجميع.
وأشار الى ان السلطة التنفيذية مناطة في الدولة بالرئاستين الاولى والثالثة، ورئيس الحكومة هو المسؤول عن التعيينات، ما يعني انه مسؤول عن ضمان حقوق كل الطوائف وليس فقط الطائفة السنية، وحين اكتشف ان الطائفة الارثوذكسية مهدور حقها كان يجب عليه ان يحفظ هذا الحق، وما عرفته ان الحريري تمسك بطلب النائب وليد جنبلاط حصوله على السفارة اللبنانية في موسكو، واوضح ان عواصم القرار اكثر من 3 ونحن يحق لنا سفارة رئيسية في عواصم القرار، مؤكدا في السياق ذاته ان علاقته مع الحريري على صعيد الشخصي جيدة ولكن في العمل السياسي كلٌ له طريقه وخطه.
ولدى الحديث عن معارك جرود عرسال، أكّد نائب رئيس المجلس النيابي على ثوابته من حيث رفضه تدخل حزب الله في سوريا، مشيرا الى انه لم يقتنع بحجة التدخل بالدفاع عن لبنان، ورأى ان تمركز تنظيمي داعش والنصرة في الجرود هو نتاج تدخل الحزب في المعارك السورية، ولذلك من الجيد ان يقوم بتطهير الجرود من المجموعات الارهابية وما نتج عن تدخله، واعتبر ان ما يقوم به الجيش اللبناني هو منتهى الحكمة والشجاعة، وهو يدافع عن الحدود ويحوي المسلحين ويمنعهم من التوغل في الاراضي اللبنانية، وهذه هي وظيفته الرئيسية ضد اي مسلح اجنبي يحاول دخول البلاد.
وشدّد مكاري على ان اي مهمة عسكرية داخل الحدود هي من مهمة الجيش حصرا، وخارج الحدود لا علاقة لنا بها.
وأوضح ان هناك اتفاق جيد بين الافرقاء السياسيين هو تحييد الامور الخلافية وعدم التحدث بها، مجددا الدعوة لجلسة حوار لوضع الاستراتيجية الدفاعية للبلد في وجه المخاطر كافة.
وحول موضوع النازحين السوريين، حسم مكاري موقفه من منطلق ان كل الاتفاقات التي تم توقيعها مع سوريا لم تكن من مصلحة لبنان، والتجربة السابقة مع النظام السوري غير مشجعة للتواصل معه في موضوع النازحين، رافضًا "رمي السوريين في المجهول عبر دفعهم للعودة الى سوريا بالقوة"، مشيرا الى ان هناك من يؤيد النظام السوري وهو يدخل ويخرج يوميا الى سوريا وعليه ان يعود الى بلده، ونحن شاهدنا ذلك وقت الانتخابات الرئاسية السورية، ومن عليه خطر من النظام يتمّ العمل على ايجاد حلّ لهم مع الامم المتحدة، لان بقاءهم بشكل عام من موالين ومعارضين اصبح عبئا كبيرا على لبنان. واعترف مكاري للتيار الوطني الحر انه كان الابعد نظرا في ملف النازحين منذ بداية الازمة. واعتبر في السياق ان الحاكم الفعلي لسوريا هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وانه لولا تدخل روسيا وايران لم يكن هناك وجود للنظام السوري الحالي بقيادة بشار الاسد، مشيرا الى ان المنطقة ذاهبة الى تقاسم نفوذ، متوقعا ان يخرج لبنان سالما من هذه الاحداث.
وحول زيارة الحريري الى واشنطن، لفت الى النتائج الايجابية لزيارة الحريري التي تحتاج الى بعض الوقت حتى تظهر، داعيا الى عدم المزايدة على رئيس الحكومة في موضوع الرد على مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لان من يعتبر انه يمكن ان يغير نظرة اميركا تجاه حزب الله هو واهم، مع العلم ان كلام ترامب عن حزب الله بحضور الحريري محرج للاخير، وان اي رئيس آخر غير الرئيس الأميركي الحالي كان سيراعي ظروف الحريري الداخلية ولا ينطق هذه الاتهامات ضد الحزب، كما انه لم يكن ليستعمل هذه المصطلحات التي استعملها ترامب، ولكن هذه هي شخصية ترامب والمزايد في الموضوع كمن يبحث عن اشكال مع الحريري.