لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أنه "من جديد يؤكد قادة الانقلاب في اليمن ومن يواليهم من القوى الإقليمية، أن المسار الذي يسلكونه لا يؤدي إلى حل للأزمة التي يواجهها اليمن، من جراء الانقلاب الذي استهدف الشرعية بهدف السيطرة على البلاد كافة، وذلك عبر سلسلة من الحماقات التي يقومون بارتكابها بين وقت وآخر"، مضيفة: "لعل استهداف مكة بصاروخ باليستي، والذي يعد الثاني خلال أشهر، يفسر الذهنية الإجرامية التي تتحكم في سلوكيات ميليشيات اختطفت الدولة، وتريد اختطاف القرار السياسي لليمنيين، الذين يرفضون الانقلاب على شرعية بلادهم، والذي تم بأدوات عسكرية وقبلية تابعة لجماعة الحوثي، والرئيس السابق علي عبدالله صالح".
واشارت الى أن "الهدف من إطلاق الحوثيين الصواريخ باتجاه السعودية، ونحو مكة بالذات، لا يستهدف تحقيق إنجاز عسكري ليس بمقدورهم الحصول عليه، بل محاولة يائسة من قبلهم لإفساد موسم الحج، الذي تستعد له السعودية بكل ما لديها من إمكانات، وهو ما أكدته منظمة التعاون الإسلامي، التي أشارت إلى إصرار ميليشيات الحوثي وصالح على استهداف الأماكن المقدسة في السعودية، تنفيذاً لمخططات تآمرية ضد السعودية، ومحاولة يائسة لزعزعة موسم الحج".
ورأت أن "الخطوة المجنونة التي ارتكبها الحوثيون، تدفع بالأمور إلى مزيد من التصعيد، وقد لقيت استنكاراً من الأطراف السياسية والدينية في اليمن وخارجه، لأنها تعبر عن ضيق أفق وضحالة سياسية وأخلاقية لدى الأطراف الانقلابية، التي تحاول إنقاذ الانهيارات العسكرية التي تتعرض لها في جبهات القتال، آخرها السيطرة الكاملة على معسكر خالد بن الوليد، الذي يعد واحداً من أهم المعسكرات التي كان الانقلابيون وأنصار صالح يراهنون عليه في مقاومة جيش الشرعية"، مشيرة الى أن "الحوثيين أكدوا من خلال موقفهم الجديد، أنهم يرفضون الحلول السلمية التي تضعها الأمم المتحدة للخروج من الأزمة، التي يعانيها اليمن منذ العام 2014، ويؤكدون استمرارهم في الذهاب بعيداً عن الحلول السياسية التي تنتزع منهم المكاسب التي يحصلون عليها، من خلال إطالة أمد الحرب في البلاد، والتي تسببت في انتشار الأمراض، آخرها وباء الكوليرا، الذي حصد حتى الآن ما يقرب من 2000 شخص، معظمهم من صغار السن"ن معتبرة أن "القضية الأخطر هي استمرار الحوثيين في التعاون مع إيران في تهريب الصواريخ الإيرانية إلى الأراضي اليمنية، بسبب غياب الرقابة على ميناء الحديدة، الواقع على البحر الأحمر، الذي تمر عبره عمليات تهريب مختلف أنواع الأسلحة، وهو ما أكدته تقارير استخباراتية أمريكية وغيرها"، مشددة على ان "التحالف العربي، المؤيد للشرعية اليمنية حذر من مغبة تسخير الحوثيين وحلفائهم لميناء الحديدة كمحطة لتهريب الأسلحة المختلفة التي يحصلون عليها من إيران، عبر عمليات تهريب منظمة مستمرة فيها منذ عدة سنوات، فقد كانت عملية تهريب الأسلحة عبر موانئ وجيوب مختلفة في البحر الأحمر، القريبة من ميناء الحديدة، واحدة من القضايا التي عانتها السلطات الشرعية، بعد خروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة عام 2012، بموجب المبادرة الخليجية التي قبلت بها كافة الأطراف السياسية في البلاد".