كشفت مصادر لصحيفة "الأخبار" أن "هناك نحو 130 مطلوباً بجرائم الإرهاب مستعدون للخروج من مخيم عين الحلوة إلى إدلب إذا وافقت الدولة اللبنانية"، مشيرة الى أن "الخارجين سيكونون من "جبهة النصرة" و"تنظيم داعش"، وأنصار "النصرة" ستكون وجهتهم إدلب. أما عناصر "داعش" فستكون وجهتهم معاقل التنظيم في دير الزور"، مشيرة الى أن "أسماء أساسية مستعدة للخروج من المخيم، سواء القيادي المتشدد جمال رميض الملقب بالشيشاني أو القيادي في كتائب عبدالله عزام توفيق طه".
وعلمت "الأخبار" أن "أمير "جبهة النصرة" في القلمون أبو مالك التلي طرح أن تتضمن الصفقة أسماء سجناء في رومية، إضافة الى خمسين عائلة من مخيم عين الحلوة طلب تسهيل انتقالهم إلى إدلب. وقد رفضت الجهة اللبنانية طرح إخراج موقوفين من سجن رومية، الا أنها تركت مسألة خروج العائلات من عين الحلوة مفتوحة، علماً بأن خمسين عائلة يعني قرابة مئتي شخص. أول من أمس، تداعى وجوه "الشباب المسلم" في عين الحلوة (توفيق طه وأسامة الشهابي وزياد أبو النعاج وأبو حمزة مبارك وآخرين)، وهم جميعاً مطلوبون بتهم الإرهاب، واتفقوا على الطلب من السفارة الفلسطينية التوسط مع الدولة اللبنانية لعرض هذا المقترح".
وذكرت مصادر الشباب المسلم لـ"الأخبار" أن "الشباب المسلم سيتركون عائلاتهم من أجل الحفاظ على المخيم وأهله"، مشيرة الى أن "ذلك يدل على صدق نوايانا".
ورغم أن مرجعاً أمنياً أبلغ "الأخبار" أن الدولة اللبنانية على استعداد للقبول بتسهيل خروج المطلوبين من عين الحلوة إلى إدلب، إلا أنه لفت إلى أنّ "خروج المطلوبين اللبنانيين المتورطين بجرائم إرهابية من دون حساب لا يمكن أن تسمح الدولة اللبنانية بحصوله".
وأكد المرجع الأمني أن "ذلك لن يدخل في صفقة التبادل الجارية، لكون القيمين على ملف التفاوض لا يريدون إدخال بند قد تعيق تفاصيله الصفقة برمّتها".
في هذا السياق، كشفت المصادر الأمنية أن "هناك مجموعة محاذير تؤرق الأجهزة الأمنية بشأن خروج المطلوبين". وترى أن "هناك أكثر من سيناريو قد ينعكس سلباً على أمن المخيم. الأول يتعلق بإفراغ عين الحلوة من المطلوبين. وهذا الأكثر قبولاً إن حصل لكونه سيريح المخيم. لكن، هل يعقل أن يخرج جميع المطلوبين من المخيم؟ هنا يحضر سيناريو آخر. ماذا إذا رفض بعضهم الخروج، وماذا إذا كان الرافض قيادياً في تنظيم داعش؟".
واعتبرت أن "بقاء بعض المتشددين من شأنه أن يوحّد كلمتهم، ولا سيما أن من بين الخارجين أسماء لمشايخ أعقل من غيرهم، لهم سطوة وقدرة على ضبط المتهورين"، مشيرة الى أن "خيار القبول بتسهيل خروج المطلوبين لا يزال مفتوحاً، لكنه يحتاج إلى دراسة تفاصيله حرصاً على عدم الوقوع في المحظور".
وعلمت "الأخبار" أنه فور تداول معلومات عن توجه مشايخ من الشباب المسلم للخروج الى إدلب، قصد عدد من أهالي المخيم منازل عدد منهم لمطالبتهم بالرجوع عن قرارهم خشية من تأزم الوضع في حال غيابهم لكون بعضهم صمام أمان وكلمته مسموعة في صفوف باقي الإسلاميين.