ليس متوقعا ان يتصرف حزب الله مع المعارضين لتحريره جرود عرسال بغير ما عهده اللبنانيون منه ابان تحرير الجنوب عام 2000 وحرب تموز 2006، ولكن ، ثمة سؤال يجب طرحه هنا على خصوم الحزب: الم يحن الاوان بعد الى اجراء مراجعة موضوعية وشاملة حول الملفات الحساسة والاستراتيجية بعيدا عن الكيدية السياسية من اجل تحصين الاجماع الوطني وحماية الاستقرار؟
وهذا الكلام يقودنا الى السؤال التالي: هل كان مقبولا صمت رئيس الحكومة سعد الحريري والوفد المرافق له لا سيما وزير الخارجية جبران باسيل على كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بحق حزب الله والذي يعد تحقيرا للدولة اللبنانية لا سيما وان الحزب هو شريك في الوطن والحكم ومقاوم للارهابيين ولاسرائيل على حد سواء؟
مصادر سياسية مقربة من حزب الله اشارت الى ان الحزب لم يعلق على ما جرى في واشنطن حفاظا على معادلة الاستقرار الداخلي، ولكن لا يمكن تجاهل استياء الحزب الواضح من الصمت المريب لباسيل قبل الحريري على كلام ترامب.
وفي حين شددت المصادر على ضرورة ان لا ينتظر اي طرف سياسي من حزب الله حتى لو كان اقرب الحلفاء عتبا او لوما، اكدت في المقابل بان وزراء الحزب سوف يطرحون على طاولة مجلس الوزراء موقف الوفد اللبناني في واشنطن والذي خرج عن البيان الوزاري وكل مفاهيم العيش الوطني.
لكن، بقدر عدم رغبة الحزب في التعليق على تصرف الوفد اللبناني في واشنطن ، الا انه لم يخف تقديره لاجماع اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم حول المقاومة والجيش في معركة جرود عرسال بما يعني اعادة تكريس المعادلة الثلاثية الذهبية «جيش- شعب- مقاومة «في وجه كل المحرضين على الفتنة والداعمين للارهاب على حساب ابناء وطنهم.
في الموازاة ، اكدت المصادر بان حزب الله لا يحتاج الى من يبيعه مواقفا بالوطنية وتقديرا للشهداء حسب مزاجيته والظروف الداخلية والاقليمية ، رافضة التعليق عما اذا كان هذا الكلام موجها الى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط.
وفقا للمصدر، لقد افشلت معركة الجرود كل مخططات الفتنة في لبنان، ونحن من موقعنا السياسي ننوه بدور الجيش اللبناني في حماية النازحين والمدنيين في عرسال ومحيطها، مضيفا، نحن والمؤسسة العسكرية في خندق واحد ضد الارهاب شاء من شاء وابى من ابى ، وسنستمر في التنسيق سويا لدحر الارهابيين من جرود القاع وراس بعلبك واينما وجدوا في لبنان.