في الوقت الذي كان فيه لبنان يحتفل بالعيد الـ72 للجيش اللبناني، كانت قيادة المؤسسة العسكرية تتابع أدّق التفاصيل المتعلقة بالتحضيرات الجارية على قدم وساق لخوض معركة تعتبرها فاصلة مع تنظيم «داعش» المتواجد في جرود القاع ورأس بعلبك، حيث شارفت هذه التحضيرات على مستوى العدة والعديد على الانتهاء في ظل قرار سياسي اتخذ لتغطية هذه المعركة وتقديم كل ما يلزم للجيش اللبناني لتمكينه من مواجهة هذا الخطر التكفيري المتبقي بعد معركة الحسم التي حصلت في جرود عرسال وأدّت الى طرد جبهة «النصرة» من هذه الجرود بعد أن تم القضاء على غالبية عناصرها الذين كانوا يتواجدون في هذه المنطقة.
ولعل من حسن الحظ ان يصادف التحضير لخوض هذه المعركة مع احتفالات عيد الجيش حيث ارتفع منسوب الدعم السياسي والشعبي للمؤسسة العسكرية الى أعلى مستوى وهذا الامر يعطي قوة دفع اضافية للضباط والعسكريين الذين سيتولون معركة طرد «داعش» من الاراضي اللبنانية على الحدود الشرقية مع سوريا.
ووفق مصادر متابعة فإن الجيش اللبناني يتحضر لهذه المعركة بدقة لا متناهية حيث ممنوع على أحد الخطأ وهو يأخذ بعين الاعتبار مصير الجنود المختطفين لدى داعش حيث هناك قرار حاسم بضرورة بذل اقصى الجهود للكشف عن مصيرهم والحفاظ على حياتهم وتحريرهم اذا كانوا ما زالوا في المناطق التي سيدخلها الجيش اللبناني، أضف إلى ذلك أن القيمين على العملية العسكرية يحرصون على وضع خطة تؤدي الى تنفيذ المهمة على اكمل وجه من جهة والحؤول دون وقوع اعداد من الشهداء والجرحى من عناصر الجيش، حيث سبق أن نفذ الجيش مهمات عسكرية استباقية في هذه الجرود وألحق بالمجموعات الارهابية خسائر فادحة من دون ان يسقط له اي شهيد او جريح.
وفي رأي هذه المصادر ان الغطاء السياسي والالتفاف الشعبي حول الجيش، بالاضافة الى الدعم الاقليمي والدولي له في هذه المعركة يجعله يخوض المعركة مرتاح البال ويعطيه الزخم الكافي ليخرج من معركته منتصراً، لا سيما وان المعطيات الجغرافية التي حصلت بعد طرد جبهة «النصرة» من جرود عرسال سهلت كثيراً على الجيش اللبناني في أن تميل دفة المعركة لصالحه مع التأكيد بأنه لن يترك وحده في المعركة اذا لزم الامر فهناك المقاومة ستقدم اليه الدعم الناري، كما أن هناك المئات من اهالي المنطقة يبدون استعداداً للقتال الى جانب الجيش اللبناني ان هو وجد نفسه بحاجة الى مثل هذا الدعم، فسكان المناطق القريبة من هذه الجرود والتي نالت نصيبها من اجرام عناصر «داعش» لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حال – لا سمح الله – وجدوا ان الجيش اللبناني يحتاج إليهم، مع ان كل المعطيات السياسية والعسكرية تفيد بأن الجيش اللبناني سيكون في مقدوره حسم هذه المعركة لصالحه وبالتالي بسط سيطرته على هذه المناطق المحتلة منذ خمس سنوات.
وتعتبر المصادر ان خلو المناطق، حيث ستدور المعركة، من مخيمات النازحين أو تواجد مواطنين لبنانيين سيساعد كثيراً الجيش اللبناني في خوض المعركة التي سيستخدم فيها مختلف الأسلحة لا سيما النوعية منها والتي حصل عليها من بعض الدول في السنوات والأشهر الأخيرة إن على مستوى قاذفات الصواريخ أو المدافع البعيدة المدى.
وتعرب المصادر عن اعتقادها بأن عناصر «داعش» لا يملكون خيارات تعطسيهم القدرة على المناورة أو الإمساك بزمام الأمور، فأمام هؤلاء ثلاثة خيارات: إما القتل أو الاستسلام أو التفاوض للانسحاب علىغرار ما حصل لعناصر «النصرة»، وعدا ذلك فإن الأبواب مقفلة امامهم بالكامل، حيث احكم الجيش اللبناني قبضته على المنطقة من خلال الاجراءات التي اتخذها، بالإضافة إلى العمليات الاستباقية التي قام بها الجيش وأدت بدورها إلى تقليص قدرة «داعش» القتالية وتوقيف عدد لا بأس به منهم، وهو أمر سيجعله قادراً على خوض المعركة، وكان واضحاً قائد الجيش في كلامه بعد احتفال عيد الجيش وزيارته على وفد من الضباط إلى قصر بعبدا حيث أكّد امام رئيس الجمهورية الاستعداد لدحر ما تبقى على الحدود الشرقية من التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها في أقرب وقت ممكن، في إشارة منه إلى ان المعركة باتت قريبة، وأن الجيش بات على جهوزية تامة لخوضها مهما كلف ذلك من أثمان وتضحيات.