أكد مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار خلال تلبيته دعوة بلدية واهالي بلدة ايعال - قضاء زغرتا ودائرة الاوقاف الاسلامية، الى لقاء تحت عنوان "حوار التلاقي والتنوع"، في قاعة مسجد "التقوى" في البلدة أنه "لا تكتمل الحياة الا مع الاخر، والحياة لا تحلو الا لامثالكم، اصحاب النفوس الابية، والعقول المستنيرة، وارباب الهمم والارادات، التي تتعالى على كل شيء، من اجل الحفاظ على الوحدة والاخوة والمحبة. هذا ليس لقاء دينيا انما هو لقاء وطني، قصدت به ايعال التي تنبض بحيوية الجوار، وتنعم باهتمام من حولها من اصحاب المسؤوليات، واصحاب الرعاية. أتينا الى ايعال لنوجه رسالة الى الشمال، والى اخواننا اللبنانيين على مساحة الوطن، نحن في قلب نابض، نحن في زغرتا، نحن في ايعال، نحن في ارض العروبة، نحن في ارض الاباء، نحن في ارض أعلن زعماؤها ورعاتها انهم لبنانيون، وانهم عرب، وانهم مسيحيون، ولا يقوم لبنان الا في هذه المعاني".
ولفت الشعار الى "أننا لبنانيون لذلك كان حتما علينا ان نحافظ على وحدتنا الوطنية، نحن لبنانيون، اذا وجب علينا ان يشعر كل لبناني انه اخ للاخر بغض النظر عن الانتماءات المذهبية والدينية. نحن لبنانيون وهذه نقطة انتظام، وهو انتظام عام، يحتم علينا مسؤوليات، لا يحق لاحد منا ان يكون له ولاء لغير لبنان، هذا الانتظام العام يحتم علينا واجبات ان لا يتصرف احد منا بأي عمل يجرح كرامة لبنان او كرامة اللبنانيين. ما معنى ان نكون لبنانيين، ان نحمل جواز سفر لبنانيا، نحن منتمون الى ارض تنبض بالحياة والإباء والرجولة والثبات، وعندما نقول اننا لبنانيون يجب ان يدرك كل واحد منا اننا مميزون بعقلنا المستنير وبنظرتنا البعيدة واستيعابنا للاخر، وان نكون عربا لان محيطنا العربي يكسبنا قوة وشرفا ويزيدنا مناعة فإننا ننتسب الى رسالات سماوية واحدة".
وأكد ان "هذا اللقاء في زغرتا، هذا القضاء الابي الذي تقوده قيادات صلبة الارادة نقية الانتماء للوطن تتحدث زعاماتها وحجم زعاماتها بقدر استيعابها للاخرين، كل زعيم يستطيع ان يحدد حجمه ووزنه، وقدره بمقدار ما يستوعب ابناءه، الزعامات لا تطلق على شيوخ القبائل ولا على شيوخ المناطق، انما تطلق على من يستوعب مساحة كبيرة من اخوانه على ارض الوطن، لذلك لا اجد ان وجود اخوة في ايعال بعيدون عن اهتمام الزعامات المسيحية والاسلامية، لانها لبنانية ولانها عربية. في لقاء حار ومميز في لقاء تحدث عنه لبنان في طرابلس استقبلنا فيه الزعيم سليمان بك فرنجيه، قال حينها بالفم الملآن نحن لبنانيون ونحن عرب ونحن مسيحيون، هذا يحدد مساحة الحركة والاهتمام ومساحة الاستيعاب للاخر، وانا اعتقد ان الانسان كلما اتسعت حركته طال عمره وقوي نفوذه وازداد تمكنا وتجسدا، اما اولئك الذين يدعون زعامات لاحياء او قبائل او انفار فهؤلاء يزولون".
وأمل ان تبقى زغرتا منذ ايام حميد فرنجيه، وفخامة الرئيس سليمان فرنجيه، وان تستمر كما مرت كذلك عبر فخامة الرئيس رينه معوض، ان تستمر بهذا الزخم الوطني، العروبي الذي يجعلنا في حركة دائمة من العطاء الذي لا يتوقف ومن الاستيعاب الذي لا يعرف الملل ولا الكلل".
وأشار الشعار الى أنه "من زغرتا اعلن ومن ايعال اوجه النداء الى اخواني على ارض الوطن بأن قوتنا الاساسية هي لحمتنا ووحدتنا الوطنية، مهما كانت قوة العدو ستقهر وتتراجع اذا كان اللبنانيون متفاهمين، واذا كانت الوحدة الوطنية بيننا شامخة كأرز لبنان وجبال صنين، نعلن بأننا نعيش مناخا من العيش الواحد، الكل يرغب ويقبل على الاخر يتعاون يتصافح يتعامل ويسد فراغا في مساحة الوطن، وكلنا نشكل لبنان القوي ومن يعتقد ان طائفة واحدة او حزبا واحدا او منطقة واحدة يمكن لها ان تحكم لبنان سيبوء بالفشل والغفران وسيدفع الثمن ويخرج خارج ارادة حركة التقدم، لبنان كلنا مسلمين ومسيحيين، هذه الوحدة هي الضمير الوطني الذي يجعل لبنان في حالة من القوة وهذه حقيقة وجود لبنان".
ولفت الى "انني كم انا فخور بهذا اللقاء الوطني، الذي هو مزيج من كل المذاهب والطوائف، ومن كل الاحزاب وهذه الوجوه القيادية التي شاركت في هذا اللقاء هو تأكيد على اننا في مسيرة واحدة هي مسيرة لبنان الواحد لبنان العروبي. ان ايعال هي جزء اساسي من زغرتا، وما يسعد زغرتا يسعدنا، وما يزعجها يزعجنا، واننا نعلم انهم يحملون في مشاعرهم ومسؤولياتهم، لاخوانهم واهليهم في ايعال من المشاعر ما يبادلون وربما يزيد، وآمل ان تكون زيارتي الاخرى الى ايعال بصحبة تلك القيادات المسؤولين نوابا ومرجعيات، لنعلن مرة اخرى اننا قاعدة الاساس للعيش الواحد وللسلم الاهلي واننا عائلة واحدة".