اشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى أنه " في حديثي الاخير وعدت بأن أتكلم بعد انتهاء المعركة التي كانت قائمة مع النصرة ولأننا انتهينا من مرحلة وبدأنا في مرحلة جديدة أتحدث اليوم"، وهنأ "الاسرى الذين عادوا الى الحرية والى الوطن وأبارك وأعزي عوائل الشهداء جميعا، وأتوجه بالتحية الى الجرحى المجاهدين وأسأل الله أن يمن عليهم بالصبر، وابارك باكتمال الانتصار في المعركة التي انجزت"، مضيفا:"أشكر اهلنا في القاع الذين منذ الصابح احتضنوا واستقبلوا وكانوا شركاء في الانجاز ومن واجبي أن اؤكد لبقية العائلات أن لدينا اجساد شهداء في ايدي المسلحين، ولدينا أسير أو مفقود لدى داعش في معركة البادية، ومجموعة من المفقودين الذين لم نحسم أنهم شهداء وهذا الملف تتابعه الجهات المعنية بدقة واخلاص وصدق، وأنا اتابعه شخصيا، ونعمل ليلا نهارا على هذا الموضوع لانه التزام ديني واخلاقي وجهادي".
وفي كلمة متلفزة اكد نصرالله أن "المهمة أنجزت ونحن امام مهام جديدة وظروف جديدة وفي آخر كلام انتهينا بالحديث ان المعركة العسكرية وصلت الى نقطة ونعمل اما على الميدان أو التفاوض، وبعد الخطاب سارت المفاوضات ووصلنا الى اتفاق نهائي وطبق وانتم مطلعين على تفاصيله ومجرياته، وأشيد بالجهد المميز والعمل الدؤوب والدقيق الذي قام به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وله منا كل الشكر والتقدير"، مشددا على أن "هذه المعركة حظيت بتأييد القيادة السورية وعندما ذهبنا الى الميدان الجيش السوري كان يقاتل في جرود فليطة، والاعلام لم ينصف الجيش السوري وتضحياته في هذه الجبهة، ويجب ان نقدر له تضحياته وهو ساعد على حسم المعركة فالعمل كان من جبهتين".
وكشف نصرالله أن "فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون وافق على اجراء المفاوضات والا اللواء ابراهيم لم يكن يستطيع القيام بها وقدم التسهيلات لنجاحها واعرف تعاطفه ومحبته للشهداء والاسرى والمقاتلين والمضحين، والمهم خطابه في عيد الجيش عندما اعتبر أن آخر نصر في لبنان هو تحرير الحدود الشرقية من براثن الارهاب وهذا رئيس شجاع وقال أن هذا نصر للبنان"، لافتا إلى أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري تبنى المعركة منذ اليوم الاول وواكبها في الميدان وفي المفاوضات ودافع عنها بقوى واشاد بها بقوة، وهو كان يقف في وجه ألسنة السوء وتعاطى عاطفيا وسياسيا وانسانيا مع المقاتلين على انهم أولاده وعائلته. وهذا الموقف يقدر دائما". مضيفا:" أما رئيس الحكومة سعد الحريري وللإنصاف منذ البداية وافق على اجراء المفاوضات وكان حريصا على نجاحها وقدم كل التسهيلات رغم أن بعض الامور كانت ستحرجه وقوله أن حزب الله في الجرود أنجز شيئا، فهذه خطوة الى الامام والدولة تصرفت بمسؤولية وهذا أدى اكتمال هذا النصر"، مشيرا الى اننا في "جرود عرسال وفليطا كنا نقاتل بسلاح وخبرات حصلنا عليه بالدعم من ايران التي لم تتوانى عند دعمنا في محاربة الجماعات الارهابية وليعلم العالم أن من يمكننا من الانتصار على الجماعات الارهابية هو الدعم السخي من ايران".
وأوضح نصرالله أنه "لاستكمال ما جرى في جرود عرسال يوجد عملية انتقال سرايا أهل الشام من وادي حميد والملاهي، والاهالي الموجودين في جرود عرسال، وبدأنا متابعة الملف مع الجهات السورية لانجاز الامر في أقرب وقت وسيتم نقلهم الى حيث يتم الاتفاق بأمن وسلام"، لافتا إلى أن "في الوضع الحالي منطقة جبهة النصرة انتهت، ونحن موجودين في جرود عرسال وفي اي وقت قيادة الجيش مستعدة لتسلم المنطقة التي تم تحريرها نحن جاهزون، وأنصح بأن يتم الاسراع بذلك فنحن لا نريد البقاء في المنطقة ولا أن نفرض وجود ولا أن نحتك مع أحد هناك والاضمن ان يستلم الجيش المنطقة".
ورأى نصرالله أن "بقية الجرود التي تسيطر عليها داعش هي منطقة واسعة بعضها أراض لبنانية وأخرى سورية، ومجمل المساحة هي تقريبا 296 كلم مربع، 141 كلم مربع في لبنان و155 كلم مربع في سوريا. والحدود مرسومة ولا مشكلة في ترسيم الحدود وهي واضحة وبطبيعة الجغرافيا هي شبيهة بجرود عرسال وفليطا لكن كساراتها أقل وتضاريسها صعبة من الجهتين"، مضيفا:"قد بات وضاحا في البلد كله أن عملية تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، أي بقية الجرود اللبنانية الذي سيقوم بهذه العملية هو الجيش اللبناني"، لافتا الى أن "لبنان الرسمي أخذ قرارا بأن يقوم الجيش بهذه المهمة وهذا ممتاز وبالاساس الجيش اللبناني قادر على القيام بهذه العملية، بامكاناته وسلاحه وعديده ولا يحتاج الى مساعدة من أحد وطلب مساعدة أميركية هو اهانة للجيش اللبناني"، مشددا على أن " المشكلة ليست بالمؤسسة العسكرية والامنية، المشكلة في المؤسسة السياسية والقرار السياسي. لماذا عندما اعتدي على الجيش وقتل ضباطه وجنوده واسر من الجيش وقوى الامن، لم يأخذ قرار بتحمل الجيش المسؤولية من منعهم؟ حزب الله منعهم؟، الجيش يعرف من سانده ولو أخذ القرار يومها كنا حاضرين لمساندة الجيش برموش عيوننا".
وأكد نصرالله أنه "اذا اتخذ هذا القرار فذلك يعني أننا ذاهبون الى معركة، وبحسب هذه المعركة الجيش سيقاتل في الارض اللبنانية وأنا أعلن الليلة أننا في حزب الله حيث نحن موجودين في الاراضي اللبناني بتصرف وخدمة الجيش اللبناني ونحن نريد لهذه المعركة عمليا وعاطفيا وندعو أن يحقق الجيش انتصارا سريعا حاسما بأقل كلفة بشرية.ما في الجبهة السورية، فهي ستفتح على داعش حيث سيكون الجيش السوري وحزب الله في هذه الجبهة والمنطقة مناصفة تقريبا والحدود في الجبهة السوري أي خط التماس أطول ونحن سنكون حاضرين هناك"، مشددا على أن "داعش سيجمع كل قواه لمحاربة الجيش اللبناني، ويجب الانتباه لأنه قد يستخدم الانتحاريين، وندعو لوضع النكد والكيد السياسي جانبا والتعاطي بهذه المعركة بأخلاق فالجبهة ستكون واحدة وتوقيتها بيد الجيش اللبناني".
وأوضح نصرالله أن "قيادة داعش يجب أن تعرف أن هناك قرار حاسم ولا معركة مؤجلة للربيع أو الصيف المقبل، ما يفصلنا عن هذه المعركة ايام قليلة، ولكن في الجانب السوري قرار حاسم والبقاء في الجبال والجرود السورية انتهى، وداعش ستواجه معركة تحظى باجماع وطني كامل لأول مرة وهذه معجزة، واللبنانيون سيقفون خلف الجيش ويقدمون كل الدعم له لانجاز المعركة، وأقول لداعش سيأتيكم اللبنانيون والسورين من كل الجهات ولن تستطيعوا الصمود. هذه المعركة خاسرة أنتم مهزومون حكما، وانتم بين قتيل وجريح وأسير، لذلك احسبوها جيدا، النصرة "ما سمعوا الكلمة وجربوا"، وباب التفاوض يمكن أن يفتح ولو ان الشروط مختلفة بسبب أسرى الجيش والقوى الامنية وهذا الملف يجب أن يعالج ويحسم وتعرف نتيجته".
واشار نصرالله إلى أن "المسألة المطروحة في الكويت واسمها خلية العبدلي والبعض اسماها خلية حزب الله، أعلق على هذا الموضوع لانه تسرب الى الاعلام، وأؤكد على حرص حزب الله على أحسن العلاقات بين لبنان والكويت، ونحن نعترف للكويت بوقوفها الى جانب لبنان وجميلها عندما ساعدت بعد حرب تموز وموقفها يقدر ويثمن ولا نريد أي غبار يسيء الى العلاقة وحاضرون لمناقشة اي التباس عبر القنوات الدبلوماسية، بعيدا عن أي توظيف نكدي وكيدي وفي هذه القضية تتعلق بحزب الله وشق يتعلق بالاخوة الكويتيين بعضهم موقوف وصدرت فيهم أحكام"، مضيفا:"خلية حزب الله غير صحيحة وليس لنا خلايا أو افراد في الكويت، وأن حزب الله حرض الكويتيين أو تواطئ معهم على قلب النظام لا اساس له ولا احد في الكويت من المتهمين يخطر في باله قلب النظلم أو الاخلال بالامن وأقول للمسؤولين الكويتين والشعب الكويتي، ولا أخاف من قول الحقيقة، بناء عليه ما يقال اننا ارسلنا سلاح الى الكويت غير صحيح، وأنه لدينا سلاح في الكويت أو اشترينا سلاح أو هربنا سلاح غير صحيح ايضا".