علمت صحيفة "الأخبار" أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كان في صدد الإعداد لإطلاق موقف للمجلس الشرعي الإسلامي يتضمّن الإشارة إلى العطلة يوم الجمعة، لكن رئيس الحكومة سعد الحريري اتصل به وطلب منه عدم التدخل.
وكان بعض أعضاء المجلس الشرعي المحسوبين على تيار "المستقبل" يضغطون على المفتي للهدف ذاته. وبحسب مصادر اتحاد العائلات البيروتية أنه "خلال اجتماع لهم، قرروا أيضاً تناول الموضوع، لكنهم اصطدموا باتصال أجراه الحريري مع رئيس جمعيات العائلات السيد محمد يموت، طالباً منه الابتعاد عن هذا الأمر"، وقالت مصادر اتحاد العائلات البيروتية إن "اتصال الحريري بيموت أثار استياء العائلات، ودفعهم إلى اللجوء إلى دريان الذي أجاب بالقول: لا حول ولا قوة"، بعد ذلك انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بيانات تزعم أنها "دعوات من أهالي بيروت"، تطالب "مفتي الجمهورية بالاستقالة فوراً وحفظ ما تبقّى من ماء الوجه".
وتقول هذه البيانات إن "المفتي سقط سقوطاً مروّعاً في إدارة الفتوى، حين سكت عن إلغاء عطلة المسلمين وإغلاق المسجد الأقصى مدّة أسبوعين"، كما أنه "يتسلط على المشايخ ويذلّهم"، لكن سرعان ما تبيّن أن المروّج لهذه البيانات هو ح. هـ.، وأجمعت المصادر الأمنية على أن "مشكلته مع دار الفتوى أنها لم تقف إلى جانبه بعد وقوع حادثة سابقة قرب باب الدار أدت الى توقيفه".
وأشارت مصادر مطّلعة إلى أن "من بين المروّجين لهذه الحملة أيضاً أحد رجال الدين الناقمين على دريان، بعد التعديل الذي أجري على آلية توزيع المخصّصات المالية الإماراتية لمشايخ دار الفتوى وموظفيها، وأدت إلى تقليص ما يتقاضاه الشيخ".
من جهة أخرى، تطرقت مصادر على صلة بدار الفتوى وتيار "المستقبل" إلى "خلاف صامت بين التيار والمفتي دريان، إذ بات الأخير يشكو للمقرّبين منه الضغط عليه، وعدم ترك أيّ هامش له للتحرك".
وفيما لم تنفِ مصادر مقرّبة من دار الفتوى "المضايقات التي يتعرض لها دريان، خصوصاً من قبل عضو في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ينتمي إلى تيار المستقبل"، فإنها أكّدت أن "لا علاقة لتيار المستقبل بالهجوم على المفتي على خلفية المطالبة بعطلة يوم الجمعة".