إعتبر وزير العدل سليم جريصاتي إلى ان "كل شيء ينضب، حتى الخبرة، إن نضب شريان العلم والمعرفة في عروقنا وأفئدتنا وعقولنا، ذلك أن الإنسان مفطور على اكتساب المعرفة، يبحث عنها في كل زاوية من زوايا حياته، إذ أنه بحاجة إليها بقدر حاجته إلى الهواء الذي يتنشق. إن الأفكار النيّرات تأتي من القلب، وإلا أصابها الجمود واستحالت أصنامًا فكرية يقف عندها الإنسان ولا يتقدم في إنسانيته التي هي مرتكز كل تقدّم في تاريخ الحضارات والأديان".
وفي كلمة له خلال رعايته افتتاح معرضًا ثقافيًّا في دير القمر في جامعة الروح القدس الكسليك أكد جريصاتي :"قالوا أن شعبنا العظيم، على ما وصفه عماد الجمهورية، من أصول كنعانية، وأن البشرية تدين لنا بالحرف واللون، وإنجيلنا يقول أن في البدء كان الكلمة وأن مسيحنا وطأت قدماه سواحلنا، وأن كبار قومنا ساهموا في النهضة العلمية الحديثة في العالم العربي، وسنّوا ، وسنّوا الشرع الدولية لحقوق الإنسان، وانتشر قومنا في أصقاع العالم وتجلّت العبقرية اللبنانية في ميادين شتّى وشعراؤنا ألهبوا المشاعر والأذهان في المهاجر ولبنان، هذا ال"لبنان" الذي أصبح مشفى الشرق ومقصده لاكتساب العلم والمعرفة، فهل نستكين إلى هذا الإرث العظيم كأننا نخلد إلى الراحة بعد طول عناء أم ننهض دومًا من كبوات الزمان وجماده لنجدد الدم والعهد بأننا مبدعون أبدًا في ميادين الثقافة والمعرفة والعلم، على ما نشهد اليوم؟!".
وفي كلمة له اشار مدير المكتبة العامة ومركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس الأب جوزف مكرزل الى ان "مكتبة جوزف وأدونيس نعمه تحوي مخطوطات وأرشيفا وكتبا ومجلّات وصورا فوتوغرافيّة وخرائط جغرافيّة تعنى بتاريخ لبنان وقصص الرحّالة وكتب اللاهوت والليتورجيا والفقه والأدب إضافةً الى مجموعة فريدة من المخطوطات النادرة وأرشيف غني جداً يعود الى أيام القائمقاميتين وعهد المتصرفيّة والحرب العالـمية الأولى وفترة الانتداب الفرنسي وبداية استقلال لبنان حتى عهد الرئيس كميل شمعون. ونجد في هذا الأرشيف الكثير من الوثائق الأصلية التي تلقي الضوء على أحداث لبنان في القرن التاسع عشر والقرن العشرين كما على علاقة اللبنانيين بالحكّام العثمانيين والمندوبين الفرنسيين وتاريخ الدرك والجيش إضافةً طبعاً الى تاريخ دير القمر وعائلاتها وعلى الأخصّ آل نعمه وفروعها".