توجه المجلس العام الماروني بالتحية إلى الجيش اللبناني في عيده، معتبراً أن "إنجازاته الأمنية، التي تُسَجّل له بأحرف من ذهب، بمثابة معجزة مقارنة بالأسلحة التي إستخدمها، وبالأكلاف التي دفعها ويدفعها من أرواح شهدائه وجرحاه"، مشدداً على "المهمّات الإستباقية التي خاضها في معاركه الصامتة ضد الإرهاب، من خلال كشف خلاياه وأوكاره، بمؤازرة الأجهزة الأمنية في الدولة، والتي أنقذت أرواح مواطنيه من أفخاخ التفجير الإنتحاري الذي لا يرحم".
وفي بيان له، لفت المجلس إلى "الإنجاز الوطني الكبير الذي حقّقته المقاومة الوطنية تحت غطاء داعم وفاعل للجيش اللبناني لحماية أهالي عرسال من خلال العملية الخاطفة والقياسية ضد "جبهة النصرة" في إنتظار إستكمال عملية وشيكة للجيش هدفها تطهير جرود رأس بعلبك والقاع من تنظيم "داعش" الارهابي الذي عاث قتلاً وتخريباً في المنطقة"، معتبراً أن "هذا الإنتصار علامة فارقة في محاربة الإرهاب الذي عجزت دول كبرى عن إقتلاعه من أرضها".
وإستنكر "الحملة الشائنة التي تتعرّض لها الرابطة المارونية ورئيسها"، معتبراً "أنها تهدف إلى ضرب المؤسسات المارونية وتهميشها"، مطالباً بـ"وقف هذه الأساليب الرخيصة للنيل من الكرامات الشخصية في وقت يقتضي فيه تضافر الجهود والتضامن مع الدولة والمؤسسات العسكرية، وفي طليعتها الجيش اللبناني، الذي يقدّم التضحيات تلو الأخرى على مذبح الوطن للزود عن جميع اللبنانيين".
وإعتبر أن "التقرير السرّي، الذي أُثير في إحدى جلسات مجلس الوزراء أخيراً عن بلوغ الدين العام حدود الـ115 مليار دولار، يُشكّل صدمة لواقع الإقتصاد اللبناني، الذي بات، مع تنامي ما يتكبّده من فوائد تجاوزت السبعة مليارات دولار سنويًا، بمثابة الإنذار الأحمر الذي يستدعي حالة طوارئ مفتوحة لتفادي أي إنهيار، وسط مخاوف من أن تشكّل سلسلة الرتب والرواتب عبئًا إضافيًا على كاهل المواطنين نتيجة الضرائب الملحوظة لتمويل هذه السلسلة"، محذراً من "أي مس أو تلاعب بقدرة القوة الشرائية، لاسيما مع صرخة الهيئات التربوية وخشيتها من إنعكاس ذلك على الأقساط المدرسية التي تجاوزت كل الخطوط الحمر"، لافتاً إلى "خطورة الأوضاع المصرفية بعدما رفع أعضاء مجلس إدارة جمعية المصارف شكواهم إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون".
ونبه إلى أن "القطاع المصرفي قد يغدو في خطر، إذا ما فُرضت عليه الضرائب المعدّة من دون الأخذ بوسائل الحماية لهذا القطاع الذي صان الليرة من أي إهتزاز بفضل إجراءات حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الحكيمة، وحافظ على وتيرة الإستقرار والأمان في لبنان".
كما هنّأ "مسيحيّي ودروز الجبل، بمناسبة المشاركة في الإحتفال بعيد سيدة التلة، شفيعة أهالي دير القمر والجبل، والذي تزامن مع إحياء الذكرى 16 على إنطلاق "أُمّ" المصالحات الوطنية، برعاية البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ورئيس الحزب الإشتراكي الوزير وليد جنبلاط"، معتبراً أن "هذا الحدث المهمّ في رمزيته التاريخية، وبرعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القداس الإلهي الذي ترأسه غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مؤشّرًا جديدًا على ترسيخ عودة اللبنانيين بتثبيت أواصر العيش الواحد المتجذّر فينا في أحلك الظروف المأساوية التي دارت وتدور في المنطقة".