لا يزال الجيش اللبناني كما هو معروف عنه بأنه "الصامت الأكبر"، في ما خَص المداولات السياسية والعسكرية الجارية والمتعلقة بطرد "تنظيم داعش" من الاراضي اللبنانية، ومعرفة مصير العسكريين المفقودين، والذين اختطفهم هذا التنظيم الإرهابي، لكنه يؤكد يوما بعد يوم في الاعلام وفي الميدان تصميمه على تحرير ما تبقى من أراض لبنانية في جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة.
وتؤكّد مصادر وزارية متابعة لهذا الملف الى ان أفق التفاوض مع داعش لمعرفة مصير العسكريين ما زال مقفلا، حيث تشير المعلومات المتوفرة لديها الى أن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي عاد منذ يومين من الخارج في اطار مساعيه للحصول على معلومات مؤكدة وجدية وواضحة عن مصير العسكريين اللبنانيين، كي يتم على اساس هذا الجواب قبول الجهات الرسمية اللبنانية بمبدأ التفاوض، لم يحصل على نتيجة ملموسة في هذا السياق، وبالتالي فلا جديد على هذا الصعيد، وان الجيش يواصل خطواته وترتيباته الميدانية على اساس ان إنهاء ظاهرة داعش في لبنان سيكون في الميدان .
وفي هذا السياق قالت مصادر دبلوماسية غربية انه منذ العام 2005 توفر الولايات المتحدة الاميركية مساعدات عسكرية اساسية للجيش اللبناني بقيمة 58 مليون دولار سنويا، وفي العام الماضي تجاوزت 150 مليون دولار .
وتضيف المصادر انه على رغم الثناء الواسع النطاق الذي يحظى به الجيش اللبناني في أوساط القيادة المركزية الاميركية، الا ان تعاون الجهات التي تتلقى مساعدات خارجية اميركية مع من تضعهم الولايات المتحدة بخانة الارهاب مثل "حزب الله"، هو من الأمور المحظورة، رغم أنّها غضّت الطرف عن العمليّة العسكريّة التّي قام الحزب في جرود عرسال الّتي حُرّرت من ارهابيي "جبهة النصرة".
واشارت المصادر نفسها الى انه بصرف النظر عن التعاون مع "حزب الله" لا يزال كبار العسكريين الاميركيين يدعمون المساعدات العسكرية والبرامج التدريبية، فعلى سبيل المثال يشيد قائد "المنطقة الوسطى" الجنرال جوزف فوتيل بالجيش اللبناني معتبرا انه "من بين اكثر الشركاء قيمة وقدرة" في الشرق الاوسط .
وفي 15 آذار من العام الجاري صرح امام "لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الاميركي "أن لبنان "شريك في جهودنا لمكافحة التطرّف العنيف"، وأيّد زيادة الدعم الاميركي الى القوات المسلحة اللبنانية.
وقالت مصادر نيابية إن القواسم المشتركة بين جميع الافرقاء سواء كانوا لبنانيين أم غير لبنانيين، هو القضاء على الإرهاب وتحرير الاراضي اللبنانية من الإرهابيين، خاصة بعد تأكيد كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري التزام الحكومة التحالف الدولي ضد الارهاب، "وتحرير الاراضي اللبنانية منه وعلى عدم اضاعة اي فرصة لمكافحته والتصدي له وردعه".
وتابعت المصادر نفسها انه بانتظار نتائج الاتصالات التي يجريها اللواء عباس ابراهيم للحصول على جواب حول مصير العسكريين فإن الجيش اللبناني سيواصل عملياته العسكرية ضد داعش ويتقدم ليشغل كل شبر يندحر منه الدواعش نتيجة القصف المركز، بانتظار استكمال كل العوامل التي يراها الجيش اللبناني ملائمة لانطلاق الهجوم المباغت، مع علم الجميع بأن "حزب الله"، ليس في وارد وضع عراقيل سواء سياسية ام عسكرية امام انجاز الجيش لمهمّته التاريخية خاصة وانه يحظى بدعم شعبي وسياسي لبناني كبير .