اكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن "لبنان الذي يتمثل فيه المسيحيون والمسلمون بمختلف مذاهبهم، يصلح لان يكون مركز حوار للحضارات والاديان، وانه الباب الذي تدخل منه الحرية الى الشرق الاوسط."، مشدداً على "وجوب القيام بحملة عالمية بعد الحرب لاصلاح وترميم كل الاماكن التاريخية بما فيها الكنائس، التي تشهد على الحضارات ان في العراق او سوريا او لبنان وقد عرضت هذا الموضوع مع قداسة البابا فرنسيس حين التقيه، ومع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وقد ابديا تأييدهما لهذا الامر، كما انني سأتناول هذا الموضوع في كلمتي التي سألقيها في ايلول باسم لبنان، امام الجمعية العامة للامم المتحدة".
وفي تصريح له خلال استقباله وفد مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك والأرثوذكس، اعتبر الرئيس عون أن "هناك مواضيع منها ما هو شائك ويخرج عن ارادتنا في ما يتعلق بالوجود المسيحي في المنطقة، حيث نحاول في لبنان ترتيب اوضاعنا بشكل جزئي، بينما نحاول المحافظة على الوجود المسيحي في الدول الاخرى في ظل دعوة عالمية الى ذلك، وبعد الردة الرجعية التي شاهد العالم مفاعيلها"، متمنياً "ان توصلنا هذه القناعة العالمية الى تفاهم جديد حول المسيحيين في الشرق"، مشيراً إلى أن "لبنان الذي يتمثل فيه المسيحيون بمختلف كنائسهم، والمسلمون بمختلف مذاهبهم، يصلح لان يكون مركز حوار للحضارات والاديان، فهذه المنطقة المشرقية شهدت تطور الحضارة من العهد الآرامي وحتى اليوم مع كل الحضارات التي مرت فيها وقد تصدى اللبنانيون سابقاً لمحاولة تغيير اللغة العربية على يد الاتراك، كما انهم كانوا السبّاقين نحو نهضة نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20، وبعدها تأقلموا مع الحضارة الغربية، وكان لبنان بالتالي الباب الذي تدخل منه الحرية الى الشرق الاوسط".
وتطرق الى القضايا الاقتصادية والمالية، معتبراً "ان لبنان يعمل حالياً على معالجة الوضع الاقتصادي في خطوة لم تحصل منذ سنوات طويلة، فالاقتصاد كان ريعي وقام على الاستدانة، وتأثر بتراكم الازمات التي ضربت العالم على مرّ السنوات ومنها الركود الاقتصادي والحروب في المنطقة والنزوح الكثيف وفي ما خص النقطة الاخيرة، فقد اتُّهمتُ بالعنصرية لمطالبتي بالحد من استقبال النازحين لعدم قدرة لبنان على استيعاب هذه الاعداد التي اضيفت الى اعداد اللاجئين الفلسطينيين وتخطى عددهم المليونين".
واوضح الرئيس عون ان "هذه الازمات اثرت سلباً على لبنان، كما ادت التراكمات الى انقسام اللبنانيين حول سلسلة الرتب والرواتب، ولا بد من الوصول الى تسوية حول الموضوع".