تعاني مدينة النبطية ومنطقتها من انقطاع في مياه الشفة، والسبب الأول هو الشح من المصادر وبقاء مصدر وحيد هو آبار فخر الدين، التي لا تستطيع محطات الضخ ارسال المياه الى النبطية والبلدات المجاورة، بسبب ضعف الكهرباء التي تأتي بأقل من القوة المطلوبة، مع العلم أن المصدر الآخر للمياه، من نبع الطاسة في اقليم التفاح، تراجع كثيراً، وقد فاقم هذا الوضع الكارثي ضغط النزوح السوري على شبكتي الكهرباء والمياه.
هذا الواقع، يدفع المواطن لشراء المياه من مصادر متعددة بالصهاريج التي لا تهدأ عن العمل ليلاً ونهاراً، ويصل سعر الصهريج الواحد سعة 20 برميلاً الى 40000 ليرة لبنانية، حيث كيف ما تجولنا وفي أي منطقة نرى حركة ناشطة للجرارات الزراعية التي تنقل المياه للمواطنين، الذين يدفعون كل سنة رغم ذلك رسم اشتراك لمصلحة مياه لبنان الجنوبي مقداره 285000 رغم أنهم لا يحصلون على المياه بشكل منتظم من المصلحة.
في هذا السياق، أعاد مصدر مطلع في مياه لبنان الجنوبي، عبر "النشرة"، السبب إلى وجود اشغال عزل على خطوط التوتر العالي 66000 فولت من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية الساعة الرابعة عصراً في شركة كهرباء لبنان، مما يسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مشروع آبار فخر الدين والآبار الموجودة في القرى المنتشرة ضمن حدود دائرة مياه النبطية، الأمر الذي ينعكس سلباً على تغذية المواطنين بالمياه.
هذا التبرير، لم يشفِ غليل أهالي وفاعليات النبطية الذين أشاروا إلى أن مؤسسة الكهرباء، منذ يومين، تقوم بوصل خط الزهراني-المصيلح بمحطة كفررمان التي تغذي النبطية بالكهرباء، لزيادة ساعات التغذية للمدينة التي تعاني انقطاعاً في المياه منذ اسبوع، وهذا ما ينعكس على البلدات المحيطة أيضًا، لنفس الأسباب، وهي سمفونية اعتاد المواطنون عليها في أشهر الشح في تموز وآب من كل عام، كما أن ضعف الكهرباء له تأثيره السلبي في الضخ المياه من الآبار.
في هذا السياق، أوضح مصدر بلدي في النبطية، عبر "النشرة"، أن البلدية تقوم باتصالات مكثفة لحل أزمتي الكهرباء والمياه اللتين تفاقمتا بشكل مؤسف جعل الحياة صعبة، فعدا عن التكلفة المادية التي تلقى على عاتق المواطنين فان هذا الأمر يشعر بالمرارة، وتابع المصدر أن الاتصالات أجريت مع بعض النواب ومع مع المعنيين الذين أبدوا كل الحرص والاستعداد للتعاون.
من جانبه، أشار رئيس بلدية كفررمان ياسر علي أحمد، في حديث لـ"النشرة"، إلى أننا "رفعنا الصوت ولا ننسى أن النازحين السوريين الى البلدة، عددهم 4000، يشكلون ضغطاً على شبكتي المياه والكهرباء"، لافتاً إلى أن "البلدية والأندية والجمعيات عقدوا اجتماعا عاجلا مع رؤساء الدوائر الكهربائية والمائية لحل هذه المعضلة في أسرع وقت ممكن، وما زلنا ننتظر الفرج".
تجدر الإشارة إلى أن مدينة النبطية والبلدات المجاورة تعاني من تقنين في التيار الكهربائي يصل الى 18 ساعة من اصل 24 ساعة، ومعه لجأ المواطنون الى الاشتراك بالمولدات الكهربائية الخاصة، مما أدّى الى دفع الفاتورة مضاعفة، مرة للدولة ومرة لأصحاب المولدات الذين استغلوا التقنين ورفعوا قيمة الاشتراكات.