لفت وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان في كلمة له خلال لقاء حواري في حمانا الى انه "بفترة زمنية قليلة اصبح هناك وزارة كاملة لشؤون المراة، لدينا موظفون واستراتيجية واضحة ورؤية وقيم، والموازنة موجودة، وقدمنا البرامج للامم المتحدة، وبنفس الوقت وضعنا استراتيجية تعاون مع المجتمع المدني وجاءنا خبراء اوروبيون عملوا معنا عليها والان رفعت لمجلس الوزراء لاقرارها وقدمنا 8 مشاريع لمجلس النواب اقر واحد منها وهو تجريم التحرش الجنسي"، مضيفاً: "بفترة زمنية قليلة اصبح لدينا وزارة كاملة، وكل المؤسسات الدولية الموجودة في لبنان بدات بالتنسيق معنا وتأتينا الهبات التي وصلت حتى الآن الى 250 الف دولار لتنفيذ مشاريع ترتبط بتمكين المراة خصوصا في المناطق الريفية، وانا مؤمن بهذه القضية ومؤمن ايضا بان المراة في لبنان هي طاقة فكرية علمية ثقافية، لديها قدرات وانجازات كثيرة، وقد قمنا بدراسات أثبتت ان انتاجية اي مجلس ادارة يكون عدد النساء فيه اكثر من ثلاثين بالمئة، تفوق انتاجية أي مجلس ادارة ليس فيه هذه النسبة من النساء".
واشار الى أنه "منذ 3 ايام اتت شابة عمرها 20 عاما مع امها، تحمل شهادة ماجيسير بالاتصالات وهي من بعلبك من مجتمع على قدر الحال، وبالحقيقة انا اهنئ الام التي توفي زوجها ولديها صبيان وبنت، فأخرجت الولدين من المدرسة وعمل الثلاثة من اجل تعليم الفتاة"، لافتا الى أن "هذا هو التطور، هذا هو المجتمع الذي نريده، المجتمع المبني على الكفاءة وليس على العقلية الذكورية، وبالتالي يجب ان يكون التعاطي مع الانسان على اساس الكفاءة. هذه الشابة جاءت تطلب مني مبلغا من المال للسفر الى المانيا لان شركة ايرباص وهي اكبر شركة طيران في العالم اجرت مسابقة لتختار عددا قليلا من المهندسين في العالم ليخضعوا لدورة بالمانيا، وهذه الفتاة تقدمت ونالت المركز الاول في الامتحان من بين خمسة الاف طالب من انحاء العالم، وقد جاءت تطلب ثمن انجاز الفيزا وشراء تذكرة السفر وتأمين مصروف الدورة لانها لا تملك شيئا، وانا اكيد ان هذه الفتاة عندما تصل الى المانيا لن تعود الى لبنان، وأنا أعطيكم هذا المثل لاقول: هذا نموذج عن المراة اللبنانية".
واضاف: "اذا كنا نطالب بمرحلة معينة بالكوتا، فالمسألة ليست بالشكل. يهمنا ان يكون هناك سيدات في المجلس النيابي، لكن الموضوع الأهم يرتبط بقدرات المراة اللبنانية وطاقاتها وامكاناتها وعلمها ومعرفتها، فان الدولة اللبنانية تخسر هذه الامور وتخسر وجود المراة في المجلس النيابي والحكومة"، لافتا الى أنه "في الجامعة اللبنانية هناك 82 الف طالب، 71% منهم فتيات، والاساتذة فيها الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاما 60% منهم سيدات، وبالتالي هذا المسار لا احد يستطيع ايقافه، المرأة هي حكما من يغير الوضع في لبنان ويجب أن تفرض نفسها في كل المجالات".
واكد ان "هناك ثقة بهذه الوزارة، ففريق العمل مؤلف من 8 نساء خبراتهن عالية، ونشكل واياهن فريقا لتصبح هذه الوزارة سيادية، وكل ما اقوم به يهدف لتكون هذه الوزارة ثابتة ومستمرة، هذه الوزارة لن تلغى لانه اصبح لدينا التزامات مع كل الجهات المانحة الدولية".
وتوجه الى النساء، قائلا: "انتن طاقة وقيمة وجوهرة وعلينا ان نستمر معا في هذه القضية من اجل مصلحة الوطن والمجتمع"، مضيفا: "الانسان باخلاقه، بامكاناته وقدراته، وفي السياسة تعلمت ان الكرسي لا يصنع الانسان بل الانسان هو الذي يصنع الكرسي ويصنع البيوت والدول".