كشف أحد قياديي "سرايا أهل الشام" لصحيفة "الحياة" أن "المفاوضات بين السرايا وبين جهة لبنانية مكلفة التفاوض وصلت في الرابعة فجر أمس، الى حائط مسدود نتيجة إصرار الجانب اللبناني على انتقال المسلحين والمدنيين بالحافلات، فيما تصر "السرايا" على انتقال المدنيين بسيارتهم الخاصة"، مؤكدا أن "السرايا لا تريد فتح معركة مع احد واذا أصروا على الحافلات فلا حول ولا قوة، لكن الموضوع يتعلق بالمدنيين ونحاول حتى النفس الأخير".
ولاحقاً كشف المسؤول أنه "نتيجة الضغط وافقنا على الانتقال كلنا بالحافلات على أن يحضروا المزيد منها لنقل أمتعة المدنيين وعفش الخيم التي كانوا فيها أما السيارات فنعمل على تركها في عرسال وبيعها الى العراسلة خلال الساعات القليلة التي تسبق المغادرة». وتوقع أن تنطلق الحافلات بالمنسحبين بين العاشرة صباح اليوم والثانية بعد الظهر، علماً أن المسافة الزمنية للوصول الى الرحيبة لا تستغرق أكثر من ساعتين"، مشيرا الى أن "الاتفاق على الانسحاب الى الرحيبة سبق اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" و"جبهة النصرة". وقال: "كان الاتفاق يقضي بانسحاب ما بين 350 و400 مسلح من "السرايا" مع أسلحتهم الخفيفة مع الفي مدني هم عائلات المسلحين والأهل الذين نرفض أن نتركهم وراءنا، وكنا أكدنا أننا لن نعرقل اي أمر، واننا نحترم السيادة اللبنانية ونحترم الجيش اللبناني ونحن لا نملك الأرض التي لجأنا اليها وأكدنا اننا لا نريد سفك دم لبناني ولا سوري".
وتحدث عن العرقلة التي واجهت عملية الانسحاب خلال الأيام الماضية قائلاً: "أصروا على أن المدني مثل المسلح ويجب أن يصعد الجميع في الحافلات، وتنازلنا عن موضوع انسحاب المسلحين بسياراتهم، لكن أن يجردوا المدنيين من سياراتهم وهي كل ما يملكون بعد الخيمة فهذا غير مقبول"، مضيفا: "يتعاملون معنا على أننا إرهابيين، في حين تعاملوا مع الإرهابي ابو مالك التلي بطريقة أخرى، لبوا كل شروطه وخرج من لبنان معززاً وهو الذي قتل وخطط للقتل، أما نحن "الجيش الحر" الذين لم يصنفنا أحد في خانة الإرهاب جرى التعامل معنا بالضغط للتنازل عن كل شيء. وحزب الله حين هاجم جرود عرسال تواجه معنا بداية ولم يتواجه مع "النصرة" وعقدنا معه اتفاق وقف إطلاق نار، وكنا نبهنا الى أننا لا نقبل أن يواجهنا احد ولنا الحق بالدفاع عن النفس".