يوم السبت الفائت، وفي خطوة وصفها بالتغييرية ضمن هيكلية الحزب التقدمي الإشتراكي، أعلن النائب وليد جنبلاط ترشيح الدكتور بلال عبدالله عن أحد المقعدين السنيين في دائرة الشوف وتحديداً في منطقة أقليم الخروب. ولكن من يعرف جيداً تركيبة دائرة الشوف-عاليه الإنتخابية، لا يصعب عليه أبداً أن يكتشف أن الترشيح يحمل في طياته رسالة سياسية واضحة أراد زعيم المختاره توجيهها الى حليف الأمس تيار المستقبل. لماذا؟.
في الشوف، وتحديداً في الإقليم حيث الثقل الإنتخابي السني، مقعدان سُنّيان، جرت العادة أن ترشح القوى السياسية عليهما، مرشح من برجا وآخر من شحيم، والسبب أن البلدتين المذكورتين هما الأكبر في الإقليم من ناحية عدد الناخبين، وعندما يمثّل فريق سياسي أو تحالف سياسي البلدتين في لائحته، فهذا يعني أن ما من كتلة ناخبة في البلدتين ستنقم عليه.
أما الرسالة السياسية التي بعثها رئيس اللقاء الديمقراطي الى تيار المستقبل الذي توترت علاقته السياسية به منذ مدة، فيشرحها المتابعون على الشكل التالي:
المرشح الإشتراكي الجديد أي عبدالله هو من بلدة شحيم، بينما النائب الإشتراكي الذي شغل مقعده منذ عام ١٩٩٢ وهو علاء الدين ترو، هو من بلدة برجا، أما النائب السني الآخر في الإقليم فهو محمد الحجار عضو كتلة المستقبل ومن بلدة شحيم أيضاً، أي من البلدة نفسها التي يتحدر منها المرشح عبدالله. ما يعني أن جنبلاط لم يرشح بديلاً عن ترو من بلدته برجا، بل إختار منافساً لحجار من بلدة الأخير شحيم، وبالتالي إما أن يكون الزعيم الدرزي قد أراد القول لرئيس الحكومة وتيار المستقبل سعد الحريري، أنا أردت المواجهة معك وعمدت الى ترشيح منافس للحجار من شحيم، وإما الهدف من هذا الترشيح إحراج الحريري ودفعه في إتجاه تغيير الحجار وإستبداله بمرشح مستقبلي آخر من بلدة برجا، يملأ المقعد الذي شغله ترو في الدورات الماضية.
وبين الإحتمال الأول والثاني، تقول أوساط متابعة، "قد يضاف الى الإحتمالين المذكورين، فرضية ثالثة، وهي أن يكون النائب جنبلاط على علم ومعرفة بأن الحريري إتخذ قراره بتغيير الحجار لمصلحة مرشح آخر من برجا، لذلك سارع الى ترشيح عبدالله على مقعد أراد ألا يسبقه عليه أحد كونه حسم خياره لناحية ممثل الإقليم في البرلمان الذي سيكون ضمن فريق العمل الذي سيرافق نجله تيمور في مسيرته الحزبية.
إذاً تساؤلات كثيرة عدة تطرح حول خطوة جنبلاط التي كشف عنها مساء السبت الفائت. تساؤلات ستبقى الإجابة عنها ضمن دائرة الإحتمالات الثلاثة التي سبق ذكرها، الى حين أن يجيب الحريري على هذا الترشيح إما بإعادة ترشيح الحجار، أي بإعلان التحدّي وللمرة الأولى مع الحزب الإشتراكي، وإما بتغييره في خطوة دبلوماسية يترك من خلالها باب المصالحة السياسية الإنتخابية مفتوحاً مع التيار الأزرق.