اعتبر الوزير السابق فايز شكر أن سياسة السقوف المرتفعة التي ينتهجها البعض في التعامل مع سوريا لا تخدم المصلحة اللبنانية أو تلك السورية، خصوصًا واننا نتحدث عن بلدين جارين متداخلين وعن شعب واحد في بلدين، مشددا على وجوب وضع الخلاف على جنس الملائكة بيننا كلبنانيين جانبا والالتفات الى ما يخدم المصلحة اللبنانية العليا.
ورأى شكر في حديث لـ"النشرة" أن رئيس الحكومة سعد الحريري "قد يكون محرجا لذلك نشهد على سجال حول زيارة وزيري الزراعة والصناعة الى سوريا وما اذا كانت الزيارة رسمية أو شخصية او غير ذلك"، مستغربا "سعي بعض الفرقاء لاعادة عقارب الساعة الى الوراء، من دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة 90% من المزارعين، الذي يتوقون لاعادة فتح الطريق البرية لتصدير انتاجهم، كما القسم الاكبر من مصالح اللبنانيين التي تتقاطع مع المصالح السورية".
الحريري في سوريا؟
وشدد شكر على ان الحريري "يمثل سياسة الاعتدال في هذا البلد ويريد كل الخير له، لكنّه قد يكون محشورا من قبل أكثر من فريق في الزاوية"، معتبرا انّه "اذا رأى مصلحة للبنان بزيارة سوريا فهو لن يتردد بذلك بأيّ لحظة من اللحظات". وأضاف: "يكفي وضع تعقيدات ومطبات في طريقه".
وردا على سؤال عن عدم زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سوريا بعد زيارته السعودية، قال شكر: "كثير من الأشخاص الذين يمثلون العماد عون "طالعين نازلين" الى سوريا، ليس من اليوم بل منذ فترة، وحسب تقديراتي فاتصالاته مفتوحة أصلا مع السوريين".
الخوف من الخلايا النائمة
وتطرق شكر لمعركة الجيش اللبناني المرتقبة في جرود رأس بعلبك والقاع، لافتا الى ان لدى كل اللبنانيين ملء الثقة بجيشهم، والذي بات على جهوزية تمكّنه من السيطرة على كامل الأراضي اللبنانية. واضاف: "واذا احتاج اي مساعدة فالجيش السوري كما حزب الله اضافة الى اهالي البلدات الحدوية هناك على استعداد تماما لتقديم أي عون"، معتبرا ان احتلال "داعش" لجزء من الحدود الشرقية يوازي خطر الاحتلال الاسرائيلي وبالتالي تصحّ فيه الاستراتيجية الدفاعية القائمة على ثلاثي "الشعب والجيش والمقاومة".
وأشار الى انّه "حتى ولو تم تنظيف كامل المنطقة الجردية، يبقى الخوف قائما من الخلايا النائمة المتغلغلة في الداخل اللبناني"، لافتا الى انّه "علينا الابتعاد عن سياسة النعامة التي تقول بدفن رأسنا في الرمال، لا سيّما وان هناك اماكن قد تكون غير منظورة ولكن معلومة من قبل الأجهزة اللبنانية، التي تواصل تفكيك شبكات ومجموعات ارهابية والحرب عليها ستبقى قائمة".
سياسة سلق
وردا على سؤال عن الوضع الاقتصادي، شدد شكر على وجوب عدم اعتماد سياسة سلق الأمور سلفا، لافتا الى ان سلسلة الرتب والرواتب حق لأصحابها منذ عشرات السنوات وتمويلها يكون بوقف الهدر والفساد وليس بزيادة الضرائب او باقرار قوانين جديدة للتغطية على ثغرات قوانين أخرى.