بين الخامسة فجر الأربعاء والواحدة ظهراً نفذ الجيش اللبناني عملية تحرير تلة ضهور الخنزير الواقعة بين جردي عرسال ورأس بعلبك من إرهابيي تنظيم داعش. بين الخامسة فجر الأربعاء والواحدة ظهراً، خاضت الوحدات العسكرية واحدة من أشرس المواجهات المباشرة مع مسلحين لا دين لهم ولا طائفة ولا إنتماء إلا لثقافة القتل والذبح والتكفير. مواجهة، تكشف المصادر العسكرية أن الجيش إستعمل فيها كل الأسلحة من الخفيفة الى المتوسطة وصولاً الى المدفعية الثقيلة المتمركزة في سهل الفاكهة ورأس بعلبك والقاع. على تلة ضهور الخنزير هذه إشتبك الجيش مع فصيلين من تنظيم داعش الارهابي تؤكد المصادر العسكرية أن عديدهما تراوح بين مئة ومئة وعشرين مسلّحًا. وفي الإشتباك المذكور أيضاً إستُهدفت قوة الجيش بالقناصات والهواوين وبالقذائف والرمّانات اليدوية. وبعد سيطرة الجيش عليها قامت وحدات الهندسة فيه بتفكيك الغام مضادة للآليات المدرعة زرعها إرهابيو داعش قبل الإنسحاب. وبحسب المصادر عينها، كان الجيش ومنذ اللحظات الأولى التي وضع فيها خطة معركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، مصراً على إستعادة هذه التلة بالذات نظراً الى موقعها الإستراتيجي الكاشف على أكثر من نقطة ومحور. وفي شرح مفصل لأهمية تلة ضهور الخنزير، يقول مصدر عسكري إنها "تسمح أولاً للجيش بحماية القرى والبلدات الحدودية اللبنانية (القاع، عرسال، الفاكهة ورأس بعلبك) من أي إعتداء إرهابي". أما الأهمية الثانية لتلة ضهور الخنزير فهي حدودية بإمتياز وتكمن في موقعها الكاشف على المعابر الحدودية مع سوريا والتي أصبحت بعد السيطرة على التلة عرضة لنيران الجيش ساعة يشاء، من معبر وادي الزمراني الى معبر وادي الشحود وصولاً الى وادي ميرا فسهلات خربة داوود.
إذاً هي تلة ضهور الخنزير التي فتحت الباب أمام بدء معركة "فجر جرود" القاع ورأس بعلبك والفاكهة التي أطلقها قائد الجيش العماد جوزيف عون فجر اليوم، وأشرف على عملية إطلاقها شخصياً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. معركة لن تتوقف يقول مصدر عسكري رفيع قبل القضاء على حوالى 600 مسلح يقاتلون مع التنظيم الإرهابي ويحتلون بقعة لبنانية من جرود السلسلة الشرقية، ومن دون أن ننسى، يخطفون تسعة عسكريين منذ آب من العام 2014، ويحتجزون جثة تعود الى العسكري الشهيد عباس مدلج الذي ذبحه التنظيم الإرهابي في جرود عرسال يوم كانت محتلة. وعن الأسئلة التي تطرح عن إمكانية التفاوض مع داعش وإنسحابه الى سوريا كما حصل مع إرهابيي جبهة النصرة وسرايا أهل الشام، تفيد المعلومات بأن التنظيم لم يتجاوب ولو للحظة مع شرط التفاوض الوحيد الذي وضعته السلطات اللبنانية منذ البداية، وهو تقديم أي دليل حسّي أو شريط فيديو يكشف مصير العسكريين المخطوفين لدى التنظيم منذ غزوة عرسال 2014.
إذاً المعركة بدأت، وإذا كان هناك من باب للتفاوض سيفتح، فلن يحصل ذلك إلا تحت ضغط النيران وهذا ما سيجعل الجانب اللبناني يفاوض من موقع القوة.