بانتظار وصول الدفعات الجديدة من الارهابيين الى السجون اللبنانية بعد انتهاء معركة تحرير الجيش اللبناني لجرود رأس بعلبك والقاع والتي ستضم رؤوساً كبيرة من الذين سيبقى منهم على قيد الحياة رغم امنياتهم بالشهادة في سبيل اله لا يعرف سوى القتل والتنكيل طريقاً للوصول الى جنة الحوريات لا الى محبة الانسان الاخر بغض النظر عن ديانته وطائفته، تستمر المحكمة العسكرية الدائمة في محاكمة من سولت لهن انفسهم الالتحاق بتنظيمات ارهابية تمتهن القتل في حين ان البعض الاخر غرر به باسم الدين واحياناً بالمال لضيق العيش لكن الاستجوابات امام قوس المحكمة هي التي تفصل بين الخيط الابيض والاسود.
يعقوب الشيحان الذي استجوب امس امام المحكمة العسكرية لم يتح لنفسه الفرصة للعودة عما ارتكبه او اراد ارتكابه وهذا الامر ظهر جلياً عندما طلبت منه وكيلته المحامية فاديا شديد ان يدلي امام المحكمة بما لديه ويقول حقيقة ما نسب اليه لناحية انتمائه الى خلية ارهابية منضوية ضمن تنظيم «داعش» والتخطيط لتنفيذ عمليات امنية داخل الاراضي اللبناني وضد الجيش اللبناني تحديداً.
بدأ الاستجواب لكن بدايته افضت الى نتيجة تؤكد ان يعقوب يحاول تبرئة نفسه من كل ما ورد في التحقيقات التي تضم وقائع واحداثاً مترابطة بدءاً من تأييده لتنظيم داعش وحمله افكاره التي نفاها فاذا برئيس المحكمة العسكرية الدائمة يتوجه اليه بالقول «بدنا نبلش صح» عندها كرر له ما ورد في افادته لناحية قراره الانتقال الى سوريا في بداية العام 2014 مع صديقه عبدو منهل عبر جرود عرسال بالتنسيق مع عمر الصاطم وعند وصوله الى عرسال تلقى اتصالا من والدته تطلب منه العودة وبعد اصرار والحاح عاد ادراجه.
يعقوب برر الامر بأنه مجرد تهديد لعائلته التي رفضت ان يقترن باحدى الفتيات السوريات وهو لم يقصد الجرود بل كان في بيروت ولكنه رغم طلب العميد منه ايضاح الامر بشكل مفصل اكد ان ما ورد في التحقيقات هو الصحيح فخالفه العميد في ما ادلى به لان ما ورد في التحقيقا هو متضارب مع ما ادلى به امام المحكمة حيث اكد خلال التحقيقات انه بعد عودته الى منزله انتمى الى خلية امنية تابعة لـ «داعش» وهي تضم علي مصطفى علي (جاره) مزيد العبد الله، عبد السلام، محمود عبد الناصر السعيد (الملقب بالبغدادي) وجميعهم من بلدته.
هذه المجموعة كانت تجتمع في حنيدر وبايع افرادها «داعش» عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسعوا على اثرها لتأمين الدعم اللوجستي والمالي بهدف القيام بأعمال امنية ضد الجيش اللبناني وبسبب عدم توافر العنصر المادي الكافي للقيام بهكذا عمل اشتروا بما تيسر لديهم عدد من المسدسات الخلابية كما بدأوا بتجميع البارود لتصنيع العبوات الناسفة وبعدما انتهى العميد من تلاوة ما ورد في افادة يعقوب توجه اليه بالسؤال «شو القصة» الى هذا المدى بلغ بكم الحماس بناء على حجة يعقوب «دعم الثورة السوري».
اللافت كانت اجابات يعقوب التي تكررت على الشكل الآتي: «شو النا مع الجيش لنعمل هيك» «بيتي حد الجيش وحامينا كيف بدي كون ضدهم» لكن افادته الاولية استتبعها بالتأكيد على قرارهم استهداف مركز الجيش في محلة الواوية بعد عملية مراقبة قاموا بها من منزل مصطفى العلي القريب من المركز لكن الفشل لقي مصير مخططهم بعد اخفاقهم في تصنيع العبوات اضافة الى انهم استعملوا امكاناتهم الذاتية المادية والفكرية.
فعاد يعقوب ليتساءل عن سبب تخطيطه لاستهداف الجيش وهو لم يحصل اي خلاف بينه وبين اي عنصر من المؤسسة فما كان من رئيس المحكمة الاان اوضح له محاولاته المتعددة للالتحاق بـ«داعش» لا سيما عندما تواصل مع عدي موسى احد عناصر خلية عمر الصاطم والذي سبقه الى الرقة للالتحاق بداعش عندها نفى الشيحان الامر لكنه اعترف بوجود حبوب الكبتاغون التي كان يتعاطاها مؤكداً ان مديرية المخابرات اوقفته في عمله وكل ما ورد هو مجرد تأليف لقصة.
فكان رد العميد عليه ان مديرية المخابرات في الجيش لا تقوم بتأليف القصص لالصاقها بأي شخص وانتهت الجلسة بمرافعة مقتضبة لوكيلته المحامية شديد بعد اصرار موكلها على انكار بعض الحقائق التي كان بالامكان ان تشكل عامل مساعد للتخففيف على نفسه وهي طلبت منحه اوسع الاسباب التخفيفية فيما اصر يعقوب على طلب البراءة.
وقد حكم على يعقوب الشيحان بـ 5 سنوات حبس.
مبايعة الزوجة او الارهابيين
وقف «ابو انس» اللقب الذي يحمله ايمن عبد الحميد محيش وحيداً امام قوس المحكمة العسكرية في حضور وكيله لكن رفاقه الثلاثة محمود علي زهرمان وفتيبة محمد علي العكاري ومحمد احمد الصاطم (ابو معاز) يهيمون في البقع التي ما زالت متاحة للتنظيمات التي انتموا اليها وهو كما اكد لرئيس المحكمة انه لا يعرف منهم سوى العكاري كونه يقطن قرب منزله وهو تعرض لاصابة برجله وكذلك الامر بالنسبة لفهد القرني الذي ادلى بدلوه عن محيش وفق ما ورد في احدى الافادات له.
ورغم نفي محيش معرفته بالمذكورين الا انه جاهر بدخوله الى قلعة الحصن بطريقة غير شرعية حيث التحق بالجيش الحر رغم وجود كتيبة الفاروق واحرار الحصن لكن الهدف الاساس كان الزواج باحدى الفتيات السوريات التي كانت تقطن قرب منزلهم الا ان معارضة اهله لهذا الزواج دفعه الى اللحاق بها بعد عودتها الى الحصن وحصل الزواج ولفت الى ان عائلتها اشترطت عليه عدم حمل السلاح وهو ما فعله فقد قام بالعمل اللوجستي لناحية المساعدات وقد اصر خلال الاستجواب على طلب استدعاء القرني لمواجهته.
واللافت ان افادة القرني تؤكد حصول اجتماع في منزل مهجور لشخص اسمعه «ابو العربي» حضره حوالى 13 شخصاً ذكر منهم «ابو انس» من المنية الذي اقترح عليه ان يكون امير المجموعة لكنه رفض وقد اصر وكيله على احضار القرني وقد استمهل للمرافعة بعد اصرار على فصل القضايا المتهم بها موكله ومنها ملف بحنين وملف آخر وقد ارجئت الجلسة الى 17-10-2017 للمرافعة.
اب يسلم ولده
نعم هذا ما فعله والد بلال عمر شميطان عندما علم برغبة ولده التوجه الى سوريا للقيام بعملية انتحارية لكن بلال نفى الامر مؤكداً انه مجرد تهديد ووعيد لاهله لانهم لا يهتمون بأحواله وهو كان يرغب بالزواج لكنه لم يلقَ المساعدة.
لكن بلال اوقف اكثر من مرة بتهم ارهاب واحداها عندما اوقفه الامن العام وهو عائد من تركيا مرحلاً ورغم ذلك اصر بلال على انه كان يبتز عائلته ولذلك كتب على صفحته الخاصة «الفايسبو» «شريد- طريد - وحيد» ولم يبدِ رغبته بالقيام بعملية انتحارية مبرراً الامر بأن ليس لديه الجرأة للقيام بها.
استجواب بلال تميز باجابات توحي بأن المتهم فاقد وعيه لا سيما عندما توجه الى رئيس المحكمة بالقول الا تشعر بان الامر تمثيلية واصفاً والده بنعوت غريبة فقد اكد انه «بيوشها اكثر مني مش طبيعي راح يخبر عني للجيش « وهو الذي كان منتظراً ردة الفعل الايجابية من والده فكانت نافيا ما ورد في التحقيقات عن اتصاله بسيدة تدعى «ام محمد» لتسهيل دخوله لكن الامر يتطلب مبلغاً وقدره 1500$ لذا رفعت الجلسة الى 12-1-2018 لسماع شهادة والده.