لن تكون علاقة الرئيس نجيب ميقاتي السياسية بسورية وحزب الله افضل من العلاقة "التحالفية" التي تربط دمشق وحارة حريك ببعض الرموز السنية كالوزير فيصل كرامي والنائب السابق جهاد الصمد والنائب السابق وجيه البعريني والنائب السابق اسامة سعد والوزير السابق عبد الرحيم مراد. ورغم ان العلاقة ومنذ اندلاع الاحداث الامنية في سورية في اذار 2011 تتأرجح بين مد وجزر بين ميقاتي والشام وحزب الله ورغم تزكيته لتولي رئاسة الحكومة بعد "إسقاط" حكومة الرئيس سعد الحريري الاولى في العام 2011، الا ان نجيب ميقاتي حافظ على علاقات جيدة بالجمهور السني في لبنان عموما وفي طرابلس خصوصا فمول المحكمة الدولية و"قاتل" لتمديد ولاية اللواء اشرف ريفي في المديرية العامة للامن الداخلي، كما منع ملاحقة "الناشطين الاسلاميين" وتبين لاحقا علاقتهم بالتنظيمات التكفيرية كشادي المولوي وغيره. كما منع ترحيل اي لاجىء سوري واعادته الى سورية كما سمح بفتح الحدود امام النازحين السوريين وبأعداد فاقت مئات الالاف وسمح للمعارضة السورية بممارسة عمل سياسي في لبنان. كما ابتدع مصطلح "النأي بالنفس" لحماية ما يسمى بالمعارضة السورية ومنع امتداد الازمة السورية الى لبنان. هكذا يوصف مرجع بارز في 8 آذار العلاقة بين حزب الله وتحالف 8 آذار والرئيس نجيب ميقاتي. ويشير المرجع الى ان الرئيس ميقاتي بقي على تماس مع نبض الشارع السني والطرابلسي خصوصا وسعى الى التأكيد الى ان توليه رئاسة الحكومة بعد إقصاء الحريري فرصة للانقضاض على 14 آذار وتيار المستقبل بل خدمهم اكثر من المستقبل والحريري نفسه. ففي حين حافظ ميقاتي على حضوره الطرابلسي بعد تركه الحكومة لخلفه الرئيس تمام سلام، ادى "نزوح" الحريري الاختياري الى باريس والرياض الى "تفسخ" قاعدته الشعبية الشمالية وتحميل مسؤولية تردي الاوضاع الامنية والاقتصادية والخدماتية الى الحريري وتيار الازرق. كما يردد الطرابلسيون اليوم ان "ازلام" المستقبل في طرابلس ورطوا السنة وشبابهم في معارك طرابلس- جبل محسن وعند بدء تنفيذ الخطة الامنية ووقف الاحداث كان هؤلاء "المغرر" بهم من الشباب اول ضحايا هذه التسوية التي غطاها الحريري سنيا في المقابل برز دور تيار العزم والرئيس ميقاتي في الدفاع عن هؤلاء الشباب وتوكيل المحامين لهم والسعي الى إخلاء سبيلهم بعد نيل عقوبات تخفيفية وتعهد بعدم اللجوء الى السلاح مرة ثانية.
وعلى بعد 7 اشهر من الانتخابات النيابية وفق قانون النسبية والدوائر الـ15 يؤكد المرجع ان طبيعة القانون والصوت التفضيلي والحاصل الانتخابي يفرض تحالفات من نوع آخر اي غير تقليدية وليست بين الاقوياء اي ليس بين الاحزاب المسيطرة والممثلة في الحكومة والبرلمان بل
بين احزاب وربما قوى مدنية او شبابية او مستقلون يملكون حيثية وجمهورا غير محزب. فربما يمكن القول ان حركة ميقاتي المتواصلة والتي تزخمت في الاسابيع الماضية تصب في إطار الاستعداد الانتخابي وتحفيز الشارع السني الطرابلسي على حسن اختيار ممثليه. ويعتقد المرجع ان من حق ميقاتي او غيره ككرامي والصفدي ان "يشتغلون" سياسة وهذه مسألة طبيعية وربما سنجد ان الثلاثة وكل منهم له حضوره الطرابلسي السني وخارج جمهور المستقبل التقليدي في تحالف واحد بينما سيخوض ريفي وحيدا معركة في وجه الثلاثة وفي وجه المستقبل. كما سيخوض المستقبل وبما "تبقى" من جمهوره معركة خاسرة ضد الاربعة بعدما كان خسر مع الثلاثة كرامي وميقاتي والصفدي معركة الانتخابات البلدية في اول رد طرابلسي على فشل مشروع تيار المستقبل في الشمال. لهذه الاسباب يرى المرجع ان المستقبل والحريري فتحا النار على ميقاتي مبكرا وتحسبا للمعركة الانتخابية التي كسبها ميقاتي منذ الان انمائيا وانتخابيا في وجه المستقبل وهذا الامر لا يزعج دمشق وحزب الله بل يعزز حضور حلفاءهما في الشمال على حساب خصومهما كالحريري وادوات المشروع السعودي في لبنان والمنطقة.