اعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" شارل جبور أن ما يحققه الجيش اللبناني من انجازات في معركته بوجه "داعش" على الحدود الشرقية "تطور كبير، يضع حدا للمحاولات المتكررة منذ العام 1990 لمحاصرة قرار الجيش وشله ومنعه من القيام بدوره، بمخطط واضح لمنع الدولة من ممارسة مسؤولياتها"، لافتا الى ان التطورات الأخيرة تؤسس لمرحلة وطنية جديدة يُعاد فيها التأكيد على مرجعية الدولة ودور الجيش".
ورأى جبور في حديث لـ"النشرة" ان "مجرد المقارنة بين معركة جرود عرسال التي خاضها حزب الله ومعركة جرود رأس بعلبك والقاع، تُظهر الادارة المختلفة للمعارك كما الاحترافية المختلفة، ما يوجب استخلاص العبر". وأضاف: "كما ان انقسام الشعب اللبناني في معركة جرود عرسال بين مؤيد للعملية ومعارض لها، مقابل وقوف كل اللبنانيين صفا واحدا خلف الجيش في المعركة الحالية، يؤكد صوابية موقفنا من دور حزب الله وسلاحه".
بعد معركة الجرود ليس كما قبلها
وتحدث جبور عن "امعان حزب الله على اظهار صور مشتركة لعناصره مع عناصر الجيش وهي صور مفبركة، كما عن اصراره على وجود تنسيق بينهما وهو ما نفته القيادة العسكرية مرارا وتكرار"، لافتا الى انّه "يعتمد هذه السياسة للقول ان الجيش غير قادر وحده على حماية الحدود وقتال الارهابيين، وهو أمر دحضته تماما التطورات في الايام الماضية".
وشدّد جبور على انّه "ومع مرور الايام يتم التأكد من ان سلاح الحزب ليس سلاحا ذات طبيعة لبنانية انما ذات طبيعية اقليمية، طالما هو يحارب في سوريا واليمن والبحرين والعراق وفي اي بقعة يستدعيه اليها محور الممانعة"، معتبرا ان "سلاحه لم يكن يوما للدفاع عن لبنان من اسرائيل او من التنظيمات الارهابية". واضاف: "لا شك ان مرحلة ما بعد معركة الجرود لن تكون كما قبلها، فمن المفترض ان يتم التأسيس لقواعد جديدة انطلاقا من قدرة الجيش على تأمين حماية الحدود"، داعيا لـ"اقتران الدينامية العسكرية الجديدة مع دينامية سياسية تؤكد على قدرة الدولة ومؤسساتها ووجوب حصر السلاح بيد الجيش اللبناني".
حزب الله يتذاكى؟
وتطرق جبور للسجال الأخير الذي حصل على خلفيّة زيارة عدد من الوزراء الى سوريا، معتبرا انّه حتى اللحظة فان حزب الله يتمسك بهذه الحكومة لأن مصلحته تقتضي استمرارها، لافتا الى انّه "أقدم مؤخرا على محاولة تذاكي أو قضم تدريجي على قاعدة ان الفريق الآخر حريص أيضا على الكيان الحكومي، الا ان الهجمة عليه جاءت منسقة بين رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع ورئيس الحكومة سعد الحريري كما لاقاهم فيها رئيس الجمهوريةالعماد ميشال عون من خلال موقف وزير الاقتصاد رائد خوري اضافة لموقف وزير الخارجيّة جبران باسيل الذي اكد ان التوجه الى سوريا يجب ان يكون بقرار حكومي، وهو ما أظهر أن ميزان القوى داخل مجلس الوزراء ليس لمصلحة حزب الله".
وأشار جبور الى ان "دفع حزب الله للتطبيع والتنسيق مع النظام السوري بدأه بملف اللاجئين، واستكمله بموضوع الجرود والعملية العسكرية، وصولا الى ملف الزيارات الى سوريا"، مشددا على ان لبنان "أثبت على ان لا أحد يقدر على اخذه على حين غرة لتنسيق سياسي يرفضه وان كان التنسيق الاداري–اللوجستي–التقني قائم". وأضاف: "لكنني استبعد ان تتأثر الحكومة بهذه المحاولات، خصوصًا ان الموقف اللبناني الرسمي واضح ورافض للاعتراف بجزء من سوريا على حساب الأجزاء الأخرى، لأن ذلك يجعلنا تلقائيا جزء من المحور الايراني ويعرضنا لحصار عربي–دولي كبير".
تحالف المردة-القوات؟
وردا على سؤال عن تطور علاقة "القوات" مع "المردة" على حساب تردي العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، أشار جبور الى أنّه "وان كانت العلاقة مع "التيار" غير مستقرة استراتيجيا، الا انها طبيعية باليوميات السياسية، بخلاف العلاقة مع "المستقبل" حيث اننا معه بتحالف استراتيجي وبخلاف بالشؤون السياسية اليومية".
واذ شدد على ان "لا عودة الى الماضي بالعلاقة مع التيار الوطني الحر"، أشار الى ان "الحوار الحاصل مع "المردة" يندرج ايضا في السياق عينه لجهة ابقاء الخلافات المسيحية-المسيحية البنيوية والجوهرية في الماضي"، لافتا الى ان "هناك رغبة لدى قيادتي المردة والقوات على رفع مستوى التنسيق وفتح مجال لتطوير العلاقة، مع امكانية الانتقال الى مستوى عملي في الانتخابات النيابية، ليندرج بذلك ما يحصل راهنا في اطار وضع القواعد الشعبية في مرحلة تمهيدية، كي لا يكون اي تحالف انتخابي مقبل ذات طبيعة مفاجئة". وأضاف: "لكننا نؤكد اننا لم نصل الى اي اتفاق في هذا المجال حتى الساعة وان ما يحصل ينحصر حاليا باطار الحفاظ على التنسيق القائم ومحاولة تطويره".